اغتال مسلحون مجهولون، مساء الثلاثاء، عقيدا بمديرية أمن بنغازي، شرقي ليبيا وعسكريين اثنين بالجيش ورجل أعمال ومسؤول حكومي، في هجمات متفرقة بمناطق مختلفة، لترتفع حصيلة القتلي في المدينة إلي ثمانية أشخاص خلال 24 ساعة. وقال مسؤول بمستشفي بنغازي الطبي لوكالة الأناضول إن "مجهولين اغتالوا مساء اليوم العقيد وائل الهمالي التابع لجهاز الأمن الوقائي بمدرية أمن بنغازي وذلك بإمطاره بوابل من الرصاص". وبحسب ما أضاف المسؤول فإن "جثة الهمالي أحضرت من قبل مسعفين قالوا إنه تم استهدافه بمنطقة الحدائق خلف مركز الشرطة وسط المدينة". و في حادثة أخري قال المسئول نفسه إن المستشفي استقبل مساء اليوم (الثلاثاء) جثة رجل الأعمال الليبي مفتاح بلعيد الوليد بعد أن أطلق علية مجهولون الرصاص بمنطقة "الكيش" بمدينة بنغازي. كما اغتال مسلحون مجهولون، بحسب المسئول الطبي، فرج الكزة أحد مدراء شركة الخليج العربي للنفط (أكبر مؤسسة حكومية للنفط)، وذلك بإطلاق الرصاص علية بشكل مباشر بمنطقة حي السلام. وفي هجوم رابع أكد المسئول نفسه أنه تم "إحضار جثة العسكري أحمد سعدون الخمسي التابع لكتيبه 204 دبابات"، ناقلا عن المسعفين قولهم إن "الجثة عثر عليها خلف جهاز الشرطة العسكرية بعد أن أصابه مسلحون برصاصة في الرأس" . كما أن نفس المستشفي استقبل مساء الثلاثاء، بحسب المسئول الذي يعمل بمكتب الإعلام في المستشفى، جثة محمد عمر 29 عاماً هو عسكري تابع للجيش الليبي أيضا. وأوضح المسئول أن مسعفون أحضروا جثة عمر بعد تعرضه لرصاص مسلحين مجهولين، دون ذكر مكان الاستهداف. و ترتفع بذلك حصيلة القتلى يوم الثلاثاء بمدينة بنغازي شرقي ليبيا إلي ثمانية أشخاص بعد أن قتل مسلحون مجهولون في وقت سابق العقيد يونس الفسي التابع للجيش الليبي ونجله الذي كان برفقته، إضافة إلي مقتل علي المصراتي إمام احد المساجد بعد تعرضه لإطلاق رصاص من قبل مسلحين مجهولين أثناء خروجه من المسجد بعد أداء صلاة الفجر بمنطقة شبنه، بحسب ما قال مسؤول طبي ل"الأناضول" في وقت سابق . وعادت عمليات الاغتيال لمدينة بنغازي نهاية الشهر الماضي بعد أن كانت قد توقفت الفترة الماضية خلال الاشتباكات المسلحة (مستمرة حتي الآن) بين كتائب الثوار المدعومة من مسلحي تنظيم أنصار الشرعة وبين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والوحدات الموالية له من الجيش في حرب خارج سيطرة الدولة الليبية. وقبل ذلك كانت عمليات الاغتيالات في مدينة بنغازي تتكرر بشكل يومي وتطال العديد من العسكريين بالجيش والشرطة إضافة لإعلاميين وناشطين و أئمة مساجد فيما سجلت الجمعة الماضية اكبر حصيلة لها في المدينة. وتعاني ليبيا صراعاً مسلحا دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلسوبنغازي، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته: الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق وحكومة عبد الله الثني، ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته الشهر الماضي) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).