دمرت قوات الجيش اليمني، اليوم السبت، عدة منازل يتحصن بها مسلحون من جماعة أنصار الله (الحوثيون) في الجهة الشمالية من العاصمة صنعاء، بحسب شهود عيان. وقال الشهود لوكالة الأناضول إن "قوات من الجيش اليمني دمرت عدة منازل يتحصن بها مسلحون حوثيون في مناطق المواجهات بالجهة الشمالية من العاصمة"، دون أن يوضح إن كان قد وقع ضحايا أم لا. ولم يصدر تعقيب فوري من جانب الحوثيين حول القصف. تزامن ذلك مع سماع دوي عدة انفجارات في الأحياء الشمالية لصنعاء؛ جراء المواجهات العنيفة بين قوات الجيش والحوثيين. وفي وقت سابق من اليوم، أفاد شهود عيان بأن "الجيش اليمني قصف عدة مواقع لمسلحين حوثيين في شارع الثلاثين" في الجهة الشمالية لصنعاء، دون معرفة حصيلة الضحايا جراء ذلك. وأدت هذه الاشتباكات إلى إغلاق مواطنين لمحلاتهم التجارية مع تراجع حركة السير في مختلف الشوارع بشكل كبير، إضافة إلى استمرار نزوح الأهالي من عدة أحياء بالعاصمة، نتيجة استمرار الاشتباكات، حسب شهود عيان. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر دعا أمس، جميع الأطراف إلى "وقف جميع أعمال العنف فورا في صنعاء"، وحثهم، أيضا، على "التصرف بحكمة وبما يحقق مصلحة البلاد العليا". وأعرب في هذا السياق عن "أسفه البالغ لتدهور الأوضاع في صنعاء ووصولها إلى حد استخدام السلاح في وقت تتواصل الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة". وقال بنعمر بعد عودته من محافظة صعده (شمال)، معقل جماعة الحوثي، التي تباحث فيها لمدة ثلاثة أيام مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، إنه حاول "جسر الهوة بين مختلف الأطراف واتفقنا على مجموعة نقاط تؤسس لاتفاق بين الأطراف المعنية، ليكون مبنيا على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". وأضاف: "بعد انتهاء المحادثات في وقت متأخر من ليل الخميس، وجدت أن الوضع في صنعاء تدهور، ويؤسفني جدا وقوع هذه التطورات واستخدام السلاح في وقت نحاول بذل أقصى جهدنا من أجل التوصل لحل سلمي للأزمة". ومنذ أسابيع، تنظم جماعة "الحوثي" احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء، وبالقرب من مقار وزارات في وسط العاصمة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات، ولم تفلح مبادرة طرحها الرئيس منصور هادي وتضمنت تعيين حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود، في نزع فتيل الأزمة، نتيجة لتشكك الحوثيين فيها، واشتراطهم تنفيذها قبل انهاء الاحتجاجات.