تظاهر المئات من أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وسط العاصمة العراقيةبغداد صباح اليوم السبت، احتجاجا على ما أعلنته واشنطن من احتمال إرسال قوات برية إلى العراق لمحاربة مسلحي تنظيم داعش، معتبرين أن أي "تدخل أمريكي" مساسا بالسيادة العراقية. وكان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، قد أثار احتمال قيام قوات أمريكية بدور أكبر في الحرب البرية في العراق، رغم أن البيت الأبيض قال إنه "لن يتم نشر هذه القوات في مهمة قتالية". وحمل المئات من مؤيدي الصدر بينهم وزراء ونواب حاليون وسابقون، أعلاما عراقية، ولافتات كتب عليها "كلا كلا أمريكا"، فيما قاموا بحرق العلم الأمريكي، بحسب مراسل الأناضول. وانطلقت التظاهرة من ساحة التحرير وسط بغداد، حيث فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة وقطعت الطرق المؤدية الى الساحة، تحسبا لأي خرق أمني محتمل. وقال زهير الركابي لوكالة "الأناضول" :"جئنا هنا تلبية لنداء مرجعنا القائد السيد مقتدى الصدر لرفض الاحتلال مرة أخرى على بلدنا ونحن استشهاديون وانتحاريون إذا دخل الامريكان بلدنا". وأضاف "الأمريكان هم من خرب العراق ودمروه وهم من صنع داعش وجاءوا به إلى العراق ونحن لا نرغب بوجودهم هنا، لأنهم تسببوا بقتل الكثير من اولادنا وشبابنا". فيما تحدث محمد الطائي الذي كان يحمل صورة مقتدى "لايزال اخوتي في السجون بسبب الامريكان اعتقلوهم من 2005 إلى الآن ولم يخرجوا". وطالب "الحكومة الجديدة بإطلاق سراحهم لأنهم كانوا مقاومة ضد المحتل وعملوا على تحرير العراق وهم من ضحوا لأجل ذلك". من جهته، اتهم أحد أعضاء التيار الصدري الشيخ محمد الاعرجي الولاياتالمتحدة بعدم الجدية، وقال إن "المتظاهرين هنا ليسوا فقط من التيار الصدري، وإنما من جميع شرائح المجتمع ممن لبوا نداء المرجعية بالخروج لرفض أي احتلال أمريكي جديد للعراق". وأضاف "واشنطن ليس لها نية صادقة في محاربة داعش، وإنما لها دور كبير في تغذية الارهاب في المنطقة لانها هي من تسلح الجيش الحر وجبهة النصرة وهما جزء من داعش، وبذلك فإن أسلحتها تصل إلى العراق لقتل ابنائه". وتابع الأعرجي "لو كانت امريكا جادة بمساعدة العراق لقامت بتنفيذ صفقات التسليح التي ابرمها العراق معها لمساعدته في حربه ضد الإرهابيين، هي لاتريد محاربة الارهاب وانما تريد الالتفاف على ما حققه العراقيون من نصر على هذه الجماعات". واستدرك قائلا "سرايا السلام (تابعة للصدر) وقوات الحشد الشعبي (متطوعون شيعة) قادرة على دحر داعش ولا نحتاج إلى واشنطن لتعود مرة أخرى إلى أراضينا".