قال "قوي جويل يول"، ممثل الحركة الشعبية المعارضة في جنوب السودان لدى إثيوبيا؛ إن قوات المعارضة تعرضت صباح اليوم الجمعة لهجوم مباغت وواسع من قبل قوات الحكومة في أربع مناطق بملكال بولاية أعالي النيل. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"؛ بمقر المفاوضات بين المعارضة والحكومة بجنوب السودان في مدينة بحردار الإثيوبية؛ أوضح يول أن اشتباكات اندلعت ما بين قوات المعارضة وقوات الحكومة، بعد الهجوم "المباغت" الذي شنته الأخيرة على مناطق شرقي وجنوب غربي مدينة ملكال، مشيراً إلى أن الاشتباكات ما تزال مستمرة حتى الساعة (9)تغ، وحتى الساعة ذاتها لم يصدر أي تعليق حكومي حول تلك الاتهامات. وأشار يول إلى أن قوات المعارضة تقوم ب"الدفاع عن النفس"، معتبراً أن الهجوم خرق واضح من طرف الحكومة لاتفاق "وقف العدائيات"، الذي توصل إليه الطرفان برعاية وساطة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد" في 23 يناير/كانون الثاني الماضي. وفيما لم يتحدث عن سقوط قتلى أو جرحى في صفوف الجانبين، قال إن الهجوم المباغت جاء في الوقت الذي تجري فيه وساطة "إيغاد" مشاورات بين الأطراف المعنية بالأزمة في جنوب السودان؛ للتوصّل إلى اتفاق حول أجندة متفق عليها لبدء المفاوضات المباشرة، لافتاً إلى أن ما تقوم به الحكومة يؤكد أنها "تسعى لحل الأزمة عسكريا ولا تريد حلا سلميا". ولفت الممثل إلى أن قوات المعارضة "ستستمر في اتباع سياسة الدفاع عن النفس، وحماية نفسها من هجمات قوات الحكومة"، على حد قوله. وحول ما تناقلته وسائل إعلام على لسان الناطق باسم الجيش الشعبي التابع للحكومة واتهامه للمعارضة بشن هجمات ضد قوات الحكومة مؤخراً، قال يول "إن ما حدث هو تمرد لبعض من قوات الحكومة بسبب عدم دفع حكومة جوبا مرتباتهم لما يقرب من 6 أشهر، ما جعل تلك القوات تنضم لقوات المعارضة، على حد قوله، ودون أن يبيّن فيما إذا شنت تلك القوات المنشقة هجوماً ضد القوات الحكومية بالفعل. وتشهد دولة جنوب السودان منذ ديسمبر/ كانون الأول 2013، صراعاً دموياً على السلطة بين القوات الحكومة والمعارضة المسلحة بقيادة ريك مشار، النائب السابق لرئيس البلاد، سلفاكير ميارديت، ولم تنجح مفاوضات السلام التي جرت خلال الفترة الماضية في أديس أبابا، في وضع نهاية للعدائيات بين الطرفين والتوصل لصيغة لتقاسم السلطة حتى الآن. ومنذ 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، ترعى "إيغاد"، برئاسة وزير الخارجية الإثيوبي السابق، وسفيرها الحالي في الصين، سيوم مسفن، مفاوضات في العاصمة الإثيوبية بين حكومة جنوب السودان والمعارضة. يذكر أن المهلة التي منحتها قمة "إيغاد" الاستثنائية، التي عقدت أواخر أغسطس/آب الماضي، لطرفي الصراع للوصول إلى حل دائم وشامل، مدتها 45 يوما بدأت يوم 25 أغسطس/آب الماضي.