دعا تنظيما "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، "المجاهدين" إلى الوحدة في وجه ما وصفاها "حملة صليبية" بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية في إشارة الي التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية) الذي سيطر على مساحات واسعة في العراقوسوريا مؤخرا. جاء ذلك في بيان مشترك للتنظيمين، نشرته مواقع جهادية والمركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت)، الأحد الماضي، ومؤرخ في 11 سبتمبر 2014 تحت عنوان "نصرة المسلمين على حلف الصليبيين والمرتدين". وجاء في البيان "ها هي أمريكا رأس الكفر ورمز العدوان والطغيان تطل برأسها من جديد حاشدة وراءها حلفا من الصليبيين وعملائهم المرتدين تقود حملة ضد الإسلام والمسلمين لتزيد الأمة مأساة على مآسيها تحت ذريعة ضرب الدولة الإسلامية والقضاء عليها، زعموا ..نسأل الله ان يردهم خائبين مهزومين مدحورين". وتابع البيان "ندعو أمتنا المسلمة إلى نصرة أهلنا في العراق والشام ودعمهم بالغالي والنفيس والوقوف في صفهم ضد رأس الكفر أمريكا منبع الشر ورمز الفساد والظلم". وبدأت الولاياتالمتحدة مؤخرا في حشد ائتلافا واسعا من حلفائها خلف عمل عسكري أمريكي محتمل ضد سوريا، كما تتجه أيضا نحو توسيع نطاق غاراتها الجوية في شمال العراق. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأسبوع الماضي، استراتيجية من 4 بنود لمواجهة "داعش"، أولها تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم اينما كانوا، وثانيها زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل داعش والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية والمعارضة السورية المعتدلة، وثالثها منع مصادر تمويل التنظيم، ورابعها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين. ودعا التنظيمان إلى الوحدة بين الحركات الجهادية بالقول "أيها المجاهدون والأنصار أوقفوا حملات النبز والتشويه المتبادل ووجهوا الأقلام الصادقة والسيوف الماحقة لرأس الكفر أمريكا وحلفها الظالم المعتدي". وتابع البيان مخاطبا المعارضة المسلحة في سوريا "إلى كل من حمل السلاح في وجه الطاغية بشار (الأسد) وشبيحته أياكم أن تستميلكم أمريكا بمكرها وخداعها فتنحرفوا عن مساركم وتكونوا مجرد بيادق في يدها محققين لمصالحها". وتوعد التنظيمان، المشاركين في الحملة ضد داعش وقالا "أما أنتم يا حلف الكفر والشر فأبشروا بما يسوؤكم فأيام سود تنتظركم وهاهم قادتكم اليوم يترنحون ومن مواجهة فرسان الإسلام خائفون وقد جربتم سيوف جنود الإسلام وصولة أبطال العراق والشام فأذاقكم الله على أيديهم الهزيمة والهوان واندحرت جيوشكم تجر ذيول الخدلان". ويعد هذا البيان الأول من نوعه الذي يوقعه تنظيما القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجهاد في جزيرة العرب. وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو تنظيم "جهادي" تأسس بالجزائر العام 2007 وتمدد نشاطه في السنوات الأخيرة نحو ليبيا وتونس شرقا ونحو الساحل الأفريقي جنوبا ويقوده المدعو عبد المالك دروكدال المكنى أبو مصعب عبد الودود. وأعلنت جماعة جهادية تنشط بالجزائر منذ أيام، تطلق على نفسها "جند الخلافة"، انشقاقها عن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ومبايعة أبوبكر البغدادي زعيم "الدولة الإسلامية"، متهمة القاعدة ب"حيادها عن جادة الصواب". أما تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" فنشأ إثر اندماج بين تنظيميي القاعدة في السعودية واليمن في بدايات العام 2009، بعد تشديد السلطات السعودية ملاحقة عناصر التنظيم داخل أراضي المملكة، مما دفع بهم للجوء إلى الأراضي اليمنية مستفيدين من الوضع الأمني المتدهور هناك. وقام التنظيم بعدة عمليات كان أغلبها داخل الأراضي اليمنية والسعودية. وتمثلت أبرز عملية في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي يوم 28 أغسطس/آب 2009 في مدينة جدة.