يشبه قانون التصالح في مخالفات البناء.. برلماني يقدم مقترحًا لحل أزمة الإيجار القديم    ترامب: 3 محتجزين إضافيين قضوا في غزة و21 ما زالوا أحياء    تصعيد خطير بين الهند وباكستان... خبراء ل "الفجر": تحذيرات من مواجهة نووية ونداءات لتحرك دولي عاجل    ردود الفعل العالمية على اندلاع الحرب بين الهند وباكستان    22 شهيدا و52 مصابًا جراء مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة أبو هميسة بمخيم البريج وسط غزة    موعد مباراة الإسماعيلي وإنبي في الدوري المصري والقنوات الناقلة    موعد مباراة تونس والمغرب في كأس أمم إفريقيا تحت 20 سنة    تحرير 30 محضرًا في حملة تموينية على محطات الوقود ومستودعات الغاز بدمياط    كندة علوش تروي تجربتها مع السرطان وتوجه نصائح مؤثرة للسيدات    تحرير 71 محضرا للمتقاعسين عن سداد واستكمال إجراءات التقنين بالوادي الجديد    طارق يحيى ينتقد تصرفات زيزو ويصفها ب "السقطة الكبرى".. ويهاجم اتحاد الكرة بسبب التخبط في إدارة المباريات    أول زيارة له.. الرئيس السوري يلتقي ماكرون اليوم في باريس    فيديو خطف طفل داخل «توك توك» يشعل السوشيال ميديا    الدولار ب50.6 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 7-5-2025    «كل يوم مادة لمدة أسبوع».. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي 2025 بمحافظة الجيزة    المؤتمر العاشر ل"المرأة العربية" يختتم أعماله بإعلان رؤية موحدة لحماية النساء من العنف السيبراني    متحدث الأوقاف": لا خلاف مع الأزهر بشأن قانون تنظيم الفتوى    الذكرى ال 80 ليوم النصر في ندوة لمركز الحوار.. صور    التلفزيون الباكستاني: القوات الجوية أسقطت مقاتلتين هنديتين    وزير الدفاع الباكستاني: الهند استهدفت مواقع مدنية وليست معسكرات للمسلحين    الهند: شن هجمات جوية ضد مسلحين داخل باكستان    شريف عامر: الإفراج عن طلاب مصريين محتجزين بقرغيزستان    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع ببداية تعاملات الأربعاء 7 مايو 2025    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأربعاء 7 مايو 2025    «تحديد المصير».. مواجهات نارية للباحثين عن النجاة في دوري المحترفين    موعد مباريات اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. إنفوجراف    سيد عبد الحفيظ يتوقع قرار لجنة التظلمات بشأن مباراة القمة.. ورد مثير من أحمد سليمان    "اصطفاف معدات مياه الفيوم" ضمن التدريب العملي «صقر 149» لمجابهة الأزمات.. صور    د.حماد عبدالله يكتب: أهمية الطرق الموازية وخطورتها أيضًا!!    حبس المتهمين بخطف شخص بالزاوية الحمراء    السيطرة على حريق توك توك أعلى محور عمرو بن العاص بالجيزة    قرار هام في واقعة التعدي على نجل حسام عاشور    ضبط المتهمين بالنصب على ذو الهمم منتحلين صفة خدمة العملاء    ارتفاع مستمر في الحرارة.. حالة الطقس المتوقعة بالمحافظات من الأربعاء إلى الاثنين    موعد إجازة نصف العام الدراسي القادم 24 يناير 2026 ومدتها أسبوعان.. تفاصيل خطة التعليم الجديدة    موعد إجازة مولد النبوي الشريف 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    "ماما إزاي".. والدة رنا رئيس تثير الجدل بسبب جمالها    مهرجان المركز الكاثوليكي.. الواقع حاضر وكذلك السينما    مُعلق على مشنقة.. العثور على جثة شاب بمساكن اللاسلكي في بورسعيد    ألم الفك عند الاستيقاظ.. قد يكوت مؤشر على هذه الحالة    استشاري يكشف أفضل نوع أوانٍ للمقبلين على الزواج ويعدد مخاطر الألومنيوم    مكسب مالي غير متوقع لكن احترس.. حظ برج الدلو اليوم 7 مايو    3 أبراج «أعصابهم حديد».. هادئون جدًا يتصرفون كالقادة ويتحملون الضغوط كالجبال    بدون مكياج.. هدى المفتي تتألق في أحدث ظهور (صور)    نشرة التوك شو| الرقابة المالية تحذر من "مستريح الذهب".. والحكومة تعد بمراعاة الجميع في قانون الإيجار القديم    كندة علوش: الأمومة جعلتني نسخة جديدة.. وتعلمت الصبر والنظر للحياة بعين مختلفة    رحيل زيزو يتسبب في خسارة فادحة للزمالك أمام الأهلي وبيراميدز.. ما القصة؟    من هو الدكتور ممدوح الدماطي المشرف على متحف قصر الزعفران؟    معادلا رونالدو.. رافينيا يحقق رقما قياسيا تاريخيا في دوري أبطال أوروبا    أطباء مستشفى دسوق العام يجرون جراحة ناجحة لإنقاذ حداد من سيخ حديدي    طريقة عمل الرز بلبن، ألذ وأرخص تحلية    ارمِ.. اذبح.. احلق.. طف.. أفعال لا غنى عنها يوم النحر    أمين الفتوي يحرم الزواج للرجل أو المرأة في بعض الحالات .. تعرف عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية لم تأتِ لتكليف الناس بما لا يطيقون    وزير الأوقاف: المسلمون والمسيحيون في مصر تجمعهم أواصر قوية على أساس من الوحدة الوطنية    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 في محافظة البحيرة الترم الثاني 2025    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغرفة «53»..ومعركة «البخت» مع أنيس منصور..أسرار في حياة أحمد رجب!
نشر في محيط يوم 13 - 09 - 2014

باب غرفته في "أخبار اليوم" لم يكن ليفتح سوى لمصطفى حسين!
"نومة وطنطيطة"..و"الكتابة على ورق الخيار"..أمثال شغلت بال الراحل!
"برطمة" الزوجة..و"صمت" الزوج..نصائح ساخرة لحياة زوجية سعيدة!
"الآن يا مصر أموت مطمئناً عليك، وعلى أهلي المصريين، إني لا أوصي حاكماً صالحاً بأهلي، ولكن أوصيكم بحاكم ندر وجوده على الزمان، وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
بهذه الكلمات كان الراحل أحمد رجب يعلن استقباله للموت واستعداده له، ويبدو أنه كان في انتظاره بعد رحيل رفيق عمره الفنان مصطفى حسين، فقد رحل بعده بثلاثة أسابيع فقط!.
ومن أقوال مصطفى حسين عن الكاتب أحمد رجب: "لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يعرف أحمد رجب، قليلون هم الذين اقتربوا منه، فقد عرف أحمد رجب كيف يحترم وقت القارئ وترجم ذلك في الكتابة باختصار وتركيز شديدين، حيث لا وقت عند القارئ إلى اللت والعجن".
بعد وفاة حسين اعتاد رجب أن يفتتح عموده "نصف كلمة" في جريدة أخبار اليوم بالدعاء لرفيق دربه ليكتب: "يا رب حياة مصطفى حسين بين يديك، إنا نتوسل ونستجدي، ونطمع في قدرتك يا من تعطي بلا حساب، يا أرحم الراحمين".
اشتهر رجب بقدرته الهائلة على السخرية، وانتزاع البسمة الموجعة، تعليقا على ما يجري في الواقع السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي، عبر الشخصيات الكاريكاتيرية التي ابتكرها، مع رفيق دربه فنان الكاريكاتير مصطفى حسين.
يوميات أحمد رجب
كان الكاتب الراحل - كما يشير المقربون - يبدأ يومه في العاشرة صباحا، وينزل من مقعد سيارته الأمامي أمام المبنى القديم لدار أخبار اليوم، ليذهب مباشرة إلى مكتبه بالحجرة رقم 53، وقال أحمد رجب إنه قضى نصف عمره في "الغرفة 53" بمبنى "أخباراليوم"، وتعتبر "الغرفة 53" تاريخية، فأول من اتخذها مكتباً هو توفيق الحكيم، ثم كامل الشناوي، ثم جلال الدين الحمامصي، ثم موسى صبري، ثم أنيس منصور، ثم سعيد سنبل، انتهاءً بالكاتب الراحل أحمد رجب.
وأثناء توجه أحمد رجب لغرفته لا يلتفت يميناً أو يساراً، وإذا التقى شخصاً تحاور معه بإجابات مقتضبة، كأنه يعلن عن رغبته في الانفراد.
ويغلق على نفسه باب المكتب ليبدأ عزلة يومية يختفي معها كل ما يمكن أن تعرفه عنه، فهو لم يكن يدلى بتصريحات صحفية أو أحاديث وحوارات عن حياته الخاصة، ونادراً ما تحدث في الجرائد والمجلات عن أمور عامة، لذلك فإن الحديث عن أسرار حياته وتفاصيلها يعد مستحيلاً، ويصبح كل ما هو متوافر عنه هو ما تلخصه ورقتان أرشيفيتان كتبهما بخط يده موجودتان في أرشيف مؤسسة الأخبار.
الأولى كتبها عند التحاقه بالعمل في أخبار اليوم، وتقول إن أحمد إبراهيم رجب من مواليد منطقة الرمل بالإسكندرية بتاريخ 20 نوفمبر 1928، تخرج في كلية الحقوق هناك في 1951، ثم عمل محرراً بدار أخبار اليوم بالإسكندرية، وبعدها محرراً بمجلة الجيل، ثم مدير تحرير لها، أما الورقة الثانية يذكر فيها أنه تزوج في 1961 ولم ينجب، وأن الوظائف التي تقلدها هي مدير تحرير "الجيل" في 1957 ثم نائب رئيس تحرير "الجيل"، ومدير تحرير مجلة "هي" في 1964 وعمل بمجلة "الثقافة الأمريكية" في 1962.
حملت هذه الغرفة تفاصيل عمله اليومي المستمر الذي لم ينقطع عنه يوماً لفترة طويلة ولو بإجازة، قبل أن ينتقل إلى مكتبه بالطابق التاسع الذي انتقل إليه منذ بداية القرن الحالي، حتى إنه كتب في 6 سبتمبر 1998 اعتذاراً للقراء في "نص كلمة" قال فيها: "أعتذر عن غيابي الطويل، فلعل مضى 30 عاماً دون إجازة عذر أرجو قبوله.
لم يعرف أحد عن تفاصيل عمله اليومي هذا أي شيء باستثناء شخصين، الأول هو علي أمين، والثاني مصطفى حسين الذي ذكر الكاتب محمود صلاح عنه في مقال أن باب غرفة أحمد رجب لم يكن ليفتح لأي إنسان سوى مصطفى حسين"، وعندما كان يدخل، تبدأ عملية الولادة، وهى عملية لم يشاهدها أحد أبداً، وقد يشهد صندوق المهملات في المكتب عشرات الأوراق الممزقة، حتى يتم في النهاية الوصول إلى الكاريكاتير، الذي ما إن يغادر به مصطفى حسين، حتى يغادر أحمد رجب دار أخبار اليوم عائداً إلى بيته، ومن هذه اللحظة لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يعرف أحمد رجب.
البخت وأنيس منصور!
من ذكريات أحمد رجب التي يرويها: ‬كنت أكتب باب البخت،‮ ‬ودون أن يدري أنيس منصور توصلت إلي برج صديقته المفضلة وأخذت أكتب لها كل ما يطفشها منه وكيف أنها الفتاة رقم‮ ‬25‮ ‬التي يعدها بالزواج،‮ ‬وذات صيف قمت بإجازتي إلي الإسكندرية لكي أتزوج ولم يخطر ببالي أن أنيس حرص علي كتابة البخت بدلا مني،‮ ‬فراح يحذر زوجتي مني ثم تجاوز إلي تحليلي نفسيا من ألوان القمصان الصيفي التي أرتديها ثم تجاوز هذا كله فحذرها بشدة من واحد اسمه أحمد،‮ ‬وطبعا لم يشطب رئيس التحرير‮ ‬كل هذه التجاوزات فقد كان أنيس هو رئيس التحرير‮!.
من أقواله في الحياة..
- يبكى الرجل عند مولده بلا سبب وبعد زواجه يعرف السبب.
- ناقشتها. وكما يحدث دائمًا في كل مناقشة، كانت الكلمة الحاسمة الأخيرة لي وهي كلمة "كما تشائين".
- الحنان غير الحب..فالحب الحقيقي يفجر عند الرجل ينبوعا من الحنان يتمثل في تصرفات عفويه لا يخطئها إحساس المرأة ..إن العاشق يستطيع أن يقدم الضمة والقبلة، وهمسة الغزل ..لكن الحنان شئ آخر..الحنان هو آن تحس المرأة أن الأب بداخله أو الأخ الأكبر هو الذي يقدم حبه ورعايته وخوفه عليها..وهي تصرفات عفويه غير قابله للافتعال ولا تصدر إلا عن حب صادق وحقيقي
- الحب يختارك ولا تختاره ..وعندما يختارك فعليك أن تقبل بكل شروطه ..ومن شروط الحب أحيانا أن تقع تحت وصاية إنسان آخر ...آو تحت نفوذه ..يسعدك حينا ويشقيك في معظم الآحيان ومع ذلك فهو إنسان باهر ومدهش ولا مثيل له في العالم.
- هناك فترتان هامتان يعجز الرجل فيهما عن فهم المرأة: فترة ما قبل الزواج، وفترة ما بعد الزواج.
- كل إنسان ضعيف أمام النفاق، من الذي يرفض أن يقال له أنت الأذكى والأقوى والأصوب رأياً والأعظم موهبة ؟؟
- التصريحات غريزة في الإنسان، يحب قولها ويحب سماعها أيضاً، فإذا غلب عليه حب قولها فهو سيصبح وزيراً، وإذا غلب عليه حب سماعها فهو سيصبح مواطناً إلى الأبد.
- إذا عيرك أحد بأن نسبة الأمية بلغت 70%بين أحفاد قدماء المصريين أول من اخترعوا الكتابة في التاريخ ،فرد قائلاً بأننا أيضاً ابتدعنا كتابة تصويرية كالهيروغليفية ،فالهلال معناه الحزب الوطني والنخلة معناها الوفد .
- يقال إن آخر وزير اتخذ قراره بدون إنتظار التوجيهات هو الوزير الشجاع أمحوتب.
- ظهرت مع ارتفاع الأسعار طائفة جديدة إلى جوار "النباتيين" هي طائفة "الرغيفيين" أكلة العيش حاف.
- إن في الدنيا أحداثا يختلف ظاهرها عن باطنها، يبدو الظاهر مأساة على حين ينطوي الباطن على حقيقة الرحمة، أو يبدو الظاهر خاليا من العقل والتدبير يشي الباطن بالحكمة العميقة.
لنتأمل معًا.. أن السفينة التي خرقها العبد الصالح الغامض ترمز إلى كل ما يملكه الإنسان ويحرص عليه من ماديات الحياة ولقمة العيش.
والغلام الذي قُتِل بغير نفس أو ذنب جناه يرمز إلى كل ما يقع على الإنسان نفسه من ضرر أقصاه القتل.
والجدار الذي أُعيد بناؤه كان رمزا عجيبا لما نتصور أنه عبث أو لا معقول وهو في حقيقته غاية الحكمة.
وهكذا تكتمل الرموز الثلاثة.. إن الضرر الذي يصيب ما نملك..والدم الذي يسيل منا أو ممن نحب..والعبث الذي نراه في الحياة حولنا..هذا كله وراء حكمة عميقة.. هي الرحمة الإلهية الشاملة.. كل خراب ظاهر.. أو موت ظاهر أو عبث ظاهر.. ليس كذلك في حقيقته..الحقيقة أنه جزء من نسيج الرحمة الإلهية.
وأي إنسان يصيبه شيء.. تخرق سفينة عيشه.. أو يقتل له طفل.. أو يموت له أحد، أو يرى العبث يملأ الحياة حوله.. فما عليه إلا أن يذهب إلى مجمع البحرين حيث ذهب موسى.. وليقف أمام الآية الستين من سورة الكهف..ليقف هناك ويبكي ما شاء الله له أن يبكي.. فالبكاء رقة في القلب وحنو..ولتسقط الدموع بملح الصدق في مياه البحرين بملحهما.. وليركل بعد ذلك السفينة ويصاحب موسى والعبد.
نحن لا ننبهر إلا بالعمل الذي نعجز عن إتيانه ، أو بالشخص الذي لا نستطيع أن نكون في قدرته.
قراءة في أمثال قديمة
يقدم أحمد رجب في أحد مقالاته الطريفة، قراءة في أمثال قديمة، عبر تناوله لظاهرة "السجع"؛ فيقول: أن السجع ظل موضة الكتابة عصورا طويلة.حتي عنوان الكتاب كان لابد أن يكون مسجوعا مثل: "دليل الحيران في ركوب مترو حلوان"، و"العقد النفيس في انفجار ماسورة رمسيس"، ولم يكن السجع في تلك العصور وقفا علي الكتابة الأدبية, بل امتد أيضا إلي لافتات المحال: "راجي عفو الخلاق الأسطي بهلول الحلاق"، و"كل كشري بالهنا والشفا واقرأ الفاتحة لسيدي أبو الوفا".
وإذا كانت موضة السجع كما يشير الراحل، قد انقرضت ولم يعد باقيا منها إلا تلك الأقوال المأثورة المنقوشة علي التاكسيات: ياناس ياشر بطلوا أر, إلا أن النزعة السجعية لاتزال تعيش بداخلنا وتستميلنا إلي قول العبارة المسجوعة, فالعبارة المسجوعة تؤثرها الذاكرة في الحفظ علي غيرها, وهي أيضا الأكثر سهولة في الترديد خاصة في المهرجانات الموسمية حيث تتردد: يازمالك يا مدرسة, وبيب بيب أهلي, والله حي التاني جي.
لكن هذا السجع جني للأسف الجناية الكبرى علي أمثالنا العامية التي نشأت في العصر السجعي فإن جانبا كبيرا من هذه الأمثال لا تستهدف أية غاية في قولها إلا وجه السجع نفسه.
مثلا.. خذ هذا المثل العامي الذي يقول: "كل حمارة سابت ودوها بيت أبو نابت".. اشمعني بيت أبو نابت؟. يتساءل الراحل.
إن أبو نابت هذا شخصية وهمية طبعا, فلا هو كان تاجر حمير مسروقة يتجهون اليه بكل حمارة سابت, ولا هو اشتهر بعطفه علي الحمير الضالة وتقديم البرسيم اليها مجانا, ولا كان أبو نابت صاحب ملجأ خيري للحمير!.
"نومة وتمطيطة أحسن من فرح طيطة".. فالمثل هذا يكتفي بالدعوة إلي مقاطعة فرح طيطة مفضلا عليه النومة والتمطيطة..مسكينة طيطة!.
فالأرجح كما يدل المثل أن طيطة بنت رجل حط به الحال بعد العز والثروة. فالأصدقاء الأندال الذين عرفوا أنه فقد ثروته اعتبروا النومة والتمطيطة أحسن من فرح بنت طيطة, أما الأصدقاء الذين حضروا فرح البنت, فهم مازالوا أوفياء لأنهم أكيد لم يعرفوا بعد أنه فقد ثروته!.
"مكتوب علي ورق الخيار من سهر الليل نام النهار"..يقول رجب: هنا تدرك أن ساهر الليل لا ينام النهار لحاجته إلي النوم, بل امتثالا لذلك الأمر المكتوب علي ورق الخيار, والظاهر أن الكتابة علي ورق الخيار كان لها مفعول سحري غامض في توجيه مقدرات الإنسان الوجهة التي يريدها الكاتب علي ورق الخيار, ولهذا كانت الكتابة علي ورق الخيار سرها باتع في شئون العشق والغرام, تشهد بذلك الأغنية القديمة التي تقوم: ح عملك حجاب.. علي ورق الخيار.. أسهرك الليل وأجننك بالنهار!.
انتقادات سياسية
رغم أن الراحل قال في حديثه عن السياسة، في "1/2 كلمة": "الكتابة في السياسة تثير عندي الغثيان تماما كالسمك إذا خالطه لبن وتمر هندي".
إلا أن كتاباته السياسية كانت تثير انتقادات واسعة، فمثلاً امتداحه للرئيس السيسي في كتاباته جعل البعض يتهمه بالمبالغة والنفاق، ففي أحد مقالاته كتب رجب تعليقًا على فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئاسة، مادحًا إياه، بقوله: "عزيزي الرئيس السيسي نحن لا نهنئك بنا ولكننا نهنئ أنفسنا بك، نحن نعرف أننا سوف نتعبك، ونعذبك، ونسبب لك كثيرا من الحيرة، فنحن نبدو كأسئلة بلا أجوبة، وقد نكف بجوارك عن الأنين عن أصوات الاستغاثة وقد يكون عزاؤنا أن أخيرا أصبح لنا ابتسامة، فأنت ابتسامتنا".
كان الراحل ينتقد أيضاُ حال الصحف الحكومية رغم أنه كان أحد كتابها، فيقول: "لا يوجد في العالم كله صحافة حكومية إلا في الدول الشيوعية والديكتاتورية، ولا يوجد بلد ديمقراطي في العالم كله به صحافة حكومية إلا بلدنا، وهي فضيحة، وقد كتبت أثناء الثورة أطالب الثوار بحل مشكلة الصحف القومية التي تم اتخاذها بوقا للحاكم، ومن المؤكد أن شعار عيش حرية عدالة اجتماعية الذي رفعته الثورة يتضمن حرية الصحافة، فحرية الصحافة هي عنوان الحرية في أي بلد، ولا يمكن أن ندعي أننا في بلد حر وسكين الحاكم علي رقبة صحافتها، يملكها بصحفها العريقة، ويتصرف في مقدراتها، ويعين رجالها، حتي تصبح بوقا له".
نصائح زوجية ساخرة
يقدم أحمد رجب نصائح للزوجين، من أجل حياة تخلو من المشاكل، فيقول رجب، جاءني العريس الجديد يطلب النصيحة ، فقلت له فات أوان النصيحة فأنت قد تزوجت بالفعل وعلى العموم فلتعلم يا ولدي أن أي عريس يريد أن تكون كلمته هي العليا فيقول " لا " بشكل قاطع وحاسم ليؤكد من البداية أنه صاحب السيادة والسلطان ولا خوف على الزوجة من ذلك ، فالأيام كفيلة بأن يعرف الزوج حجم.
والفلوس هي دائما السبب في كلمة لا، و المرأة تتعب وتخطط وتحتال بكل دهاء الأنثى لتضع على لسان الرجل حاضر يا حبيبتي ، ولذلك فهي تثور مرتين أمام كلمة " لا " مرة لأنه خذل مطلبا لها ومره لأنه أهان أنوثتها التي استعملتها سلاحا فلم تؤثر فيه وغالبا ما تعيد الزوجة الكرة دون اللجوء إلى سلاح الأنوثة بل باللجوء إلى بيت أهلها
وعلى أي حال إذا أردت أن تختصر الطريق إلى حياة زوجية هادئة فقد تكون هذه النصائح مفيدة:
1- الغيرة هي سبب المتاعب في الحب ، وفي الزواج الفلوس هي سبب كل المشاكل ، فأعطها كل ما يدخل جيبك واسترح .
2- أعط زوجتك الأمان فهي تعرف أن الرجل عبيط وسهل الوقوع في الشراك النسائية، فتجنب كل ما يثير شكوكها ، ولا تدخل البيت مكتئب السحنة حتى لا تعتقد زوجتك انك مهموم للقائها ، كذلك لا تدخل متهلل الوجه حتى لا تعتقد انك راجع من موعد غرام .
3- دع زوجتك " تبرطم " دون أن تدقق كثيرا في الكلمات التي تلعن العيشة معك ، فهذا التنفيس ضروري للزوجة ، وفي ذلك قيلت الحكمة المأثورة : التنفيس خير لك من أن توضع في الكيس ..
4- كن متسامح مع زوجتك ، فمما يعقد الأمور كثيرا تمسك الزوج بكبريائه .
5- إذا كان لا بد من التفاهم حول موضوعات أسرية هامة وأصررت على رأيك فليكن ذلك بينك وبينها في غرفة مغلقة حتى لا تضيع هيبتك أمام الأولاد .
6- في مناقشة الخلافات الزوج المهذب لا ينطلق العيب أبدا ، أما الزوج العاقل فلا ينطق إطلاقا.
7- امتدح مهاراتها في طهو الطعام ، ولا مفر من تدريب نفسك على مذاق طعامها .
8- احترس من الوقوع في مصيدة التناقض خلال أحاديثك معها، فاحتفظ في مكان عملك بمفكرة صغيرة تدون فيها أكاذيبك عليها أول بأول.
9- من وقت لآخر انتهز فرصة غيابها في الخارج هي و الأولاد لكي تأخذ راحتك في البكاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.