طالب الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أن تلتفت وزارة التربية والتعليم إلى مؤلفات الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور، وتقرر بعضها على طلاب المراحل التعليمية، واصفاً منصور بأنه كان كاتباً عف اللسان والقلم، جاء ذلك في حفل التأبين الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة مساء أمس الأحد للكاتب الراحل أنيس منصور وذلك بحضور الكاتبة الصحفية منى رجب – ابنة زوجة الكاتب الكبير- والدكتور عاطف العراقى أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة والدكتور أحمد عمر هاشم وغيرهم من محبي الكاتب الراحل. ووصف هاشم الراحل بأنه كاتب موسوعي، تناول بقلمه كل المجالات، فقد كان يكتب في الدين والسياسة والاجتماع والفلسفة، وحتى في الطب، مشيراً إلى أن سر نبوغ منصور كما قال بنفسه هو حفظه للقرآن الكريم منذ كان طفلاً، الذي قوّم اللسان ووسع آفاق المعرفة. يواصل هاشم: كانت بداية كاتبنا الراحل مع القرآن، وكذلك ترجم في حياته كتاب "العظماء مئة وأعظمهم سيدنا محمد"، في محاولة من أستاذ الحديث للرد على من يحاول الافتئات على منصور والأخذ من دينه، واتهامه بالبعد عنه، مشيراً إلى ان الراحل حج بيت الله وكان دائم السؤال عن تفاصيل الشعائر وكيفية تأدية المناسك على الوجه الأكمل. مؤكداً أن الكاتب الراحل لا يعرفه جيداً إلا من عايشه وسافر معه وقرأ له، مشيراً إلى أن العلم والكتب الذي تركها منصور تعد رصيداً له عند الله تعالى، معدداً مآثره قائلاً أنه كان ينطوي على قلب نقي ونفس سخية وضمير حي، وكان عف اللسان والقلم، ما أهال التراب على أحد، وإذا أراد أن ينقد لا يجرح، ثم دعا له هاشم في نهاية كلمته بالرحمة وأن يكون من المقبولين عند الله. شهدت الاحتفالية كذلك الحديث عن المواقف الإنسانية للكاتب الراحل وأعماله الأدبية الإبداعية حيث أشار الدكتور عاطف العراقى خلال الندوة إلى أن أنيس منصور تميز فى كتابة المقالات بطرح قضايا للمناقشة مثأثرا فى ذلك بطريقة الكاتب والأديب الراحل توفيق الحكيم. وذكر العراقى فى حديثه ل"محيط" أن وزير الثقافة الدكتور عبدالحميد شاكر قد كلفه بعمل كتاب تذكاري عن الكاتب الراحل أنيس منصور يتناول حياته وأعماله المكتوبة، مشيراً إلى أنه مسموح لأؤ شخص المشاركة فؤ كتابة الكتاب بحيث يقدم دراسة تتناول سيرة الكاتب الراحل أو أعماله فيما لا يتجاوز 10 صفحات. من جانبها، تحدثت الكاتبة الصحفية منى رجب خلال الاحتفالية عن أنيس منصور الذى كان خير أب لها والذى كان يتعامل مع والدتها باحترام حتى فى الخلافات الزوجية العادية، فلم يكن يتفوه بلفظ سيئ ضدها كما أشارت إلى اهتمامه برعاية زوجته حتى وهى مريضة لمدة 14 عاما. وقالت منى رجب أن أنيس منصور كان يمزج الفلسفة بالعطاء للآخرين وكان محبا للمرأة رغم مشاكسته لها فى عموده "مواقف" الذي كان يكتبه في صحيفة "الأهرام"، وتابعت قائلة:" كان كاتبنا الموسوعى يتميز بحبه الدائم للمعرفة والتعلم وقد ساهم ذلك فى ترك ثروة كبيرة من الكتابات سيظل الناس تتذكره من خلالها". كما أشارت إلى أنه كان يقدس عمله بمفهوم "تقديس القارئ واحترامه" وظهر ذلك في الفترة الأخيرة من حياته حيث عكف على كتابة كتاب جديد- رغم مرضه الشديد- يتناول فيه أسرارا جديدة لم يكشف عنها قبل ذلك تتعلق بفترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات إلا أن القدر لم يمهله لرؤية الكتاب بين يدى القراء، مشيرة إلى أن الكتاب الآن فى مرحلة المراجعة تمهيدا لنشره. تواصل رجب: كان الراحل عالماً، ومحباً لمصر ويرى أن قيمة الإنسان تقاس بقدر ما يعطيه لوطنه، مؤكدة أنها ستكون دائماً حريصة على نشر أعماله. الكاتبة فاطمة المعدول مديرة الإنتاج الثقافى فى وزارة الثقافة، تحدثت عن أن أنيس منصور على مدى النصف قرن الماضي كان الكاتب الأكثر شعبية بين الأطفال، والكبار، نظراً لسهولة أسلوبه، وقدرته على تقديم أعمق الأفكار وأعقدها بأسلوب جاذب وبسيط. لافتة إلى شجاعته وعدم نفاقه لأحد، قائلة أنه كان صادقاً دوماً في التعبير عن وجهة نظره، معربة عن افتقادها لعموده "مواقف" في صحيفة "الأهرام" التي لا تزال إلى الآن بعد رحيله تبحث عنه كلما طالعت الصحيفة. الكاتب أحمد فتحي هاجم مكتبة الإسكندرية ووصفها بأنها لا تمت للثقافة من قريب أو بعيد على حد قوله، نظراً لعدم احتفائها بأنيس منصور أو إقامة تأبين له رغم عشقه لهذه المدينة وكتابته عنها، متحدثاً عن خفة ظل الراحل وأسلوب كتابته الذي يشبه الكتابة التلغرافية. القاصة والكاتبة الدكتورة زينب الخضيري تحدثت بكل الود عن فيلسوف البسطاء أنيس منصور قائلة أنه الوحيد الذي نجح في جذب القراء إلى مجال الفلسفة رغم ثقل ظلها، لافتة إلى أنها لم تكف عن قراءته أبداً منذ سنوات الدراسة وإلى الآن، مؤكدة على الجانب الإنساني الذي يميزه وهو الندم الذي يعتريه حين يظلم أحدا، فهو إنسان نادر على حد وصفها يقبل الاختلاف ويقر بالتعددية. الكاتب والقاص فتحى الإبياري أشار في كلمته إلى أن أنيس منصور استطاع بجهده أن ينشر مجلة "أكتوبر" رغم انتشار مجلات أخرى مثل "المصور"، و"آخر ساعة" إلا أنه غامر لإنجاح هذه التجربة الصحفية . بينما وصف الإذاعى فايز فرح منصور بأنه إنسان حكاء يمتعك عندما تستمع له كما يمتعك عندما تقرأ له، وأنه كان زوجاً محباً وعاشقاً لحياته الزوجية.