شيع بعد صلاة ظهر اليوم السبت، من مسجد عمر مكرم بالتحرير جثمان الكاتب الكبير أنيس منصور إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة بمدينة نصر بجوار والدته كما أوصى، حيث وافته المنية صباح أمس الجمعة عن عمر يناهز 87 عاماً.
ول"محيط" قال وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني أن أنيس كان صديقا عزيزا لديه، وله باع طويل في الثقافة، ليس فقط لأنه كاتب وفيلسوف لكنه أضاف للثقافة الكثير بحواراته الثرية مع كبار الأدباء والمثقفين، لذلك برحيله فقدت مصر "آخر العمالقة".
وقد تقدم جنازة أنيس منصور عدد من نجوم الثقافة والسياسة أبرزهم وزير الثقافة دكتور عماد أبو غازي، وزير الإعلام أسامة هيكل، عبد القوى خليفة محافظ القاهرة ، وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، وزير الدولة لشئون الآثار السابق الدكتور زاهى حواس، الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق، رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عبد العزيز حجازى، ونقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد.
وبسؤاله، اعتبر الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد أن أنيس موسوعة أدبية وفكرية، واتصل بقامات كبيرة خارج العالم، وقد قرأ له منذ صغره ، وعرف من خلاله الأدب الألماني بشكل خاص بطريقة مبسطة غير معقدة.
وفي حديثه أعرب دكتور مصطفى الفقي عن حزنه لرحيل الكاتب الكبير، قائلاً أن برحيله نطوي صفحة من تاريخ الأدب، لغياب قامة موسوعية هو الأعلى توزيعاً في الوطن العربي، فيما اعتبر مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين أن الصحافة المصرية خسرت كاتبا فريدا لا يمكن تكراره، استطاع أن ينقل للقراء حضارات وعادات شعوب بأكملها، كما أنه كاتب مسرحي جيد، استطاع أن يهضم أصعب الفلسفات ويكتب عنها بسهولة ويسر، مشيراً إلى أن الراحل في مقالاته الأخيرة، شرح بشكل عميق النفس الإنسانية وهي تواجه الموت، وكيف أن الدنيا إلى زوال، لذا فإن مؤلفاته ستبقى تخلد ذكراه.
نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور وصف الراحل بأنه ب"عشر أرواح" لأنه يكتب عن كل شئ بنفس العمق، وقال : ألًف منصور للمسرح وأمتعنا خاصة بأدب الرحلات الذي عوضنا عن السفر، ونقل إلينا بقلمه ثقافات وعادات الشعوب الأخرى، كما أنه تناول بقلمه العلاقة الشائكة بين الرجل والمرأة وكتب فيها ببراعة من خلال عموده في صحيفة الأهرام "مواقف".
ووصف رئيس تحرير الأهرام السابق أسامة سرايا الراحل بأنه مثل الفاكهة النادرة التي لا يمكن تكرارها، فيما اعتبر النائب السابق محمد عبداللاه أنه صاحب نظرة ثاقبة طاف بالقارئ حول العالم قبل ثورة المعلومات.
سألنا الأنبا بسنتي أسقف المعصرة عن الكاتب الراحل واعتبر أن أنيس منصور كان غاليا على مصر كلها، بسّط المعلومة لتصل لكل القراء على اختلاف ثقافاتهم، وقد ربطته به صداقة قوية ، وقد كان يقرأ صحيفة "الأهرام" من صفحتها الأخيرة ، ليكون أول ما يطالعه هو عمود أنيس منصور اليومي .
جذبنا إليه لافتة سوداء يرفعها ينعي بها أديب مصر الكبير الراحل أنيس منصور، هو أحمد موسى من المنيا مواطن عشق كتابات الراحل وجاء ليشيعه إلى مثواه الأخير، وقال أنه يحتفظ بكتابات منصور خاصة "قالوا" وعموده "مواقف" في مئات الألبومات، مشيراً إلى أن عشاقه فقدوا كاتباً لم يأت الدهر بمثله.
يذكر أن ذوي الراحل من النساء، وبالتحديد ابنة زوجته اعترضت على وجود الإعلام ومصوري الفضائيات، ولم يخرجن من المسجد إلا بعد ابتعاد الكاميرات عنهن.