أصدر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قرارا بمنع صعود المنابر إلا لأزهريون، الأمر الذي تبعه تحايل من قيادات الدعوة السلفية على الأوقاف بالسماح لقادة الدعوة بصعود المنابر، لكن زاد الأمر تخبطاً بين الأوقاف والدعوة السلفية الأيام الماضية لإصرار الأوقاف على عدم صعود المنبر إلا للأزهريين. الدعوة السلفية خرجت لتعلن رفضها لتصريحات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، التي أعلن فيها أنه لن يُصدر تصاريح خطابة للدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وقيادات الدعوة في الوقت الحالي، كما وصفت سياسات وزارة الأوقاف بالإقصائية. من جهته قال الشيخ عادل نصر، المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن منع مشايخ الدعوة أمر مرفوض، فهم لا يتحدثون في الشأن السياسي داخل المساجد أو على المنابر، وحديثهم لا يخرج عن إطار الوعظ الديني. وفي السياق نفسه قال المهندس صلاح عبد المعبود، القيادي بالدعوة السلفية وعضو الهيئة العليا لحزب النور، إن حديث وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، حول عدم إصدار تصريحات للخطابة لأي من قيادات الدعوة السلفية، وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامي غير منطقي. وأضاف عبد المعبود، في مقاله على موقع "أنا السلفي": "أين القانون الذي يحظر على الداعية ممارسة نشاط سياسي خارج إطار المسجد وبعيدًا عن المنابر؟، فالوزير يمارس السياسة بمنصبه، وهو يمارس أيضًا الدعوة، فهو أول المخالفين". وأكد كبير مفتشين بوزارة الأوقاف، أن ما يحدث بين وزير الأوقاف والسلفيين شو إعلامي ليس أكثر، مضيفاً أن قيادات الإخوان والسلفيين داخل وزارة الأوقاف يسمحون للسلفيين بصعود المنبر. وأضاف كبير مفتشي الأوقاف الذي رفض ذكر اسمه أن قرارات وزير الأوقاف لا تنفذ منها شيء والأمر كله يختلف في صعود كبار قيادات الدعوة للمنبر. لكن في المقابل أكد الشيخ محمد عز الدين، وكيل وزارة الأوقاف، أن موقف الوزارة قانوني، ولا نخشى تهديدات السلفيين باللجوء للقضاء، لأن القانون يجرم صعود السلفيين إلى المنابر حال عدم حصولهم على تصاريح لصعود المنابر من وزارة الأوقاف. الشيخ محمد جودة مفتش أوقاف محافظة الغربية أوضح أن الأوقاف تعمل على ضبط المشهد الدعوى ومواجهة الدخلاء على الدعوة، بعد تمكنها من السيطرة على منابر المساجد. وأضاف جودة أنه في ظل هذه الظروف الراهنة لأزمة السلفيين، تصريح وزارة الأوقاف لقيادات الدعوة السلفية بصعود المنبر شبه مستحيل لأن استغلال البعض للمنابر سياسيا أساء للآخرين، وهم يطلقون على نفسهم الدعوة السلفية وليس السلفيين، لأن المسلمين من أهل السنة جميعا أتباع السلف الصالح، ولكنهم جماعة اخذوا جانبا وأطلقوا على أنفسهم سلفيين - على حد قوله. وأشار إلى أنه كان هناك اتفاق بين الأوقاف والسلفيين بتنظيم الصعود المنابر، لكن تصريحاتهم المتعلقة بالسياسة رغم برتوكولات التعاون بين الأوقاف أزعجت الوزارة مما أدى إلى سحب المنابر منهم وعدم تمكينهم.