قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن، جمال بنعمر، إن "المجتمع الدولي لن يسمح لأي جماعة أو طرف بعرقلة مسيرة خروج اليمن إلى آفاق الوئام والسلام والتطور والازدهار". ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن بنعمر، تأكيده خلال لقائه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس، "استمرار الأممالمتحدة في الدعم القوى للسلطات اليمنية من أجل استكمال ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية وترجمة مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي أجمع عليه أبناء اليمن كافه بمختلف أطيافهم". ولفت المبعوث الأممي إلى أن "اليمن اليوم على مشارف استكمال النصوص الدستورية التي تمثل الانطلاقة الأساسية لتنفيذ مخرجات الحوار وبناء الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة وفقا لمخرجات الحوار الوطني ومتطلبات القرن الواحد والعشرين". وتشهد اليمن أزمة سياسية منذ تنحي الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، عن منصبه في 25 فبراير/ شباط 2012، زادت حدتها مؤخرًا بعد تصعيد جماعة "أنصار الله" المعروفة إعلاميًا باسم "الحوثي" في عدة محافظات. ومنذ 14 أغسطس/ آب الماضي، أقامت جماعة الحوثي خيامًا للاعتصام حول مداخل العاصمة، قبل أن تقيم خيامًا أخرى قرب مقار حكومية وسط المدينة وتنظم مظاهرات حاشدة تطورت لاحقاً إلى قطع طرق رئيسية، مطالبين بإقالة الحكومة التي يصفونها ب"الفاشلة"، وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية. ويتواصل التصعيد الحوثي على الرغم من المبادرة التي أعلنها هادي، الأسبوع الماضي، لحل الأزمة، تتضمن إقالة الحكومة الحالية، وتسمية رئيس وزراء خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية، والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، التي اختتم فعالياته في يناير/ كانون الثاني الماضي وأقر تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيدرالية، بواقع أربعة في الشمال وإقليمين في الجنوب. وجاء تصعيد الجماعة، التي تتخذ من صعدة (شمال) مقراً لها، في صنعاء، بعد أن سيطرت على محافظة عمران (شمال)، الشهر الماضي، عقب هزيمة اللواء 310، ومقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي بالإضافة إلى محاربة الجيش اليمني ورجال القبائل في محافظة الجوف (شمال). ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين. ويُنظر لجماعة الحوثي بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962. واختتم في صنعاء يوم 25 يناير/ كانون الثاني الماضي مؤتمر الحوار الوطني، بمشاركة 565 شخصية، مثلت شرائح المجتمع اليمني، من أجل وضع حلول ل 9 قضايا تقف وراء أزمات اليمن، بينها قضية الجنوب، وصعدة (شمال)، وبناء الدولة والقضايا ذات الصلة بالحقوق والحريات، والعدالة الانتقالية، والتنمية الاقتصادية. وشملت مخرجات المؤتمر ما يزيد عن 1800 نتيجة، أبرزها العمل على حل القضية الجنوبية حلا عادلا، وحل قضية صعدة (شمال)، مع الاتفاق على نزع سلاح الحوثيين وبسط نفوذ الدولة على كل مناطق البلاد. إضافة إلى الاتفاق على شكل دولة اتحادية مكونة من عدة أقاليم، وهو ما تم اعتماده في فبراير/ شباط الماضي بستة أقاليم، بواقع أربعة في الشمال وإقليمين في الجنوب، وتشكيل لجنة صياغة الدستور (تشكلت في مارس/ آذار الماضي).