أظهرت ردود الفعل الأولية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، على الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، دعمَ الديمقراطيين لتلك الاستراتيجية بشكل عام، وعدم رضا معظم الجمهوريين عنها. ووفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" للأنباء فقد جاء على رأس الجمهوريين الذين انتقدوا استراتيجية أوباما، رئيس مجلس النواب الأمريكي النائب الجمهوري "جون بينر"، الذي اعتبر أن أوباما تأخر كثيرا في قبول التهديد المتعاظم الذي يمثله داعش، وقال بينر إن اعتبار أوباما التحرك العسكري الجديد حملةً منفردة لمكافحة الإرهاب بدل اعتباره تحركا شاملا للقضاء على المنظمة الإرهابية "أمر مثير للقلق". وأضاف بينر "الخطاب شيء والاستراتيجية شيء مختلف"، معبرا عن رأيه بوجود الكثير من "علامات الاستفهام حول طرق تنفيذ الاستراتيجية التي أعلنها أوباما". وأشار بينر عن دعمه لخطة أوباما للعمل بالتعاون مع القوات الأمنية العراقية والمعارضة السورية وتقديم التدريب لهما، إلا أنه أظهر قلقا من أن تلك الخطة ستستغرق زمنا طويلا جدا لتحقق المرجو منها. بدوره؛ اعتبر السيناتور الجمهوري "ليندسي غراهام"، الذي يعد من أبرز منتقدي أوباما، أن خطة أوباما "ليست كافية للقضاء تماما على داعش"، وأن خطوات إضافية لابد أن تضاف عليها. وقال غراهام في بيان مشترك مع بينر، إن "التدابير الناقصة ضد داعش ستؤدي إلى تقويته بدلا من القضاء عليه". كما أعرب رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، النائب الجمهوري، "بوك ماكيون"، عن رأيه في أن خطة أوباما "غير كافية" للقضاء على داعش، قائلا "أدعم معظم عناصر الخطة التي أعلنها أوباما وأعتقد أنها مهمة، إلا أن تلك الخطة ليست كافية لهزيمة داعش". وفي المعسكر الديمقراطي لاقت خطة أوباما دعما ملحوظا؛ حيث أعلنت رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتورة الديمقراطية "ديان فينشتاين"، دعمها الكامل لخطة أوباما، وأكدت على أهمية توحّد أعضاء الكونغرس والشعب الأمريكي، خلف الرئيس الأمريكي والجيش، للتعامل مع مسألة مهمة جدا تتعلق بالأمن القومي. ووصفت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي"، خطة أوباما، بأنها "استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب"، تهدف إلى القضاء على التهديد الذي يمثله داعش للولايات المتحدة وللمنطقة، عبر العمل مع تحالف موسع من الشركاء، ودون إرسال قوات أمريكية إلى ساحة القتال. وقال "هاري ريد"، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، إن "الرئيس أوباما وضع استراتيجية قوية تستهدف القضاء على داعش، دون تكرار الأخطاء السابقة التي ارتكبتها الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط". وانتقد عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين والديمقراطيين، تصريح أوباما بأنه يعتقد أن لديه بالفعل كل السلطة التي يحتاج اليها لمتابعة استراتيجية محاربة داعش، ما يعني عدم ضرورة رجوعه إلى الكونغرس فيما يتعلق بذلك الموضوع. وأعرب السيناتوران الديمقراطيان "مارك أودال" و"تيم كاين"، عن عدم اتفاقهما مع أوباما بهذا الخصوص، قائلَين إنه "لا بد من موافقة الكونغرس قبل اتخاذ قرار بالانخراط في حرب هجومية ضد داعش". كما اعتبر السيناتور الجمهوري "بوب كوركر" قرار أوباما بعدم الرجوع إلى الكونغرس "خاطئاً". وأعلن أوباما في خطابه أمس، خطة من 4 عناصر لمواجهة داعش، تتضمن توسيع الضربات الجوية، ودعم القوات العراقية والكردية والمعارضة السورية المسلحة التي تقاتل داعش، واستمرار جهود مكافحة الإرهاب لمنع داعش من تنفيذ أية هجمات، واستمرار تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين منه.