لهن - فاطمة بدار (رب ضارة نافعة ) هذا ماحدث بالفعل مع أطفال دار مكةالمكرمة للأيتام الكائن بالجيزة ، والتى ساعدتهم الظروف للخروج من القهر والتعذيب . وتتمثل المعجزة فى إرادة زوجة مدير الدار والتى تتدعى إلهام عيد الطلاق والخلاص من زوجها أسامة محمد عثمان ، فقامت بتصويره يُعذب الأطفال اليتامى حيث الضرب والركل والإهانات اللفظية . وقامت زوجته بنشر الفيديو على موقع اليوتيوب ومن ثم لوسائل الإعلام ، وأصبحت القضية مثار إهتمام الرأى العام ، وتم القبض على مدير الدار وإغلاق الدار ونقل الأطفال إلى مؤسسة الأورمان للأيتام . ويجول فى أذهاننا تساؤل : هل تم إغلاق ملف وقضية تعذيب أطفالنا الأيتام ؟ ومتى ينتهى إهمال الدولة والمجتمع لهم ؟ من جانبه، أعرب عبدالحميد زيد - أستاذ الاجتماع ووكيل نقابة الاجتماعيين - عن عميق حزنه لما أصاب الأطفال بدور أيتام مكةالمكرمة بالجيزة من معاملة سيئة وتعذيب وحشي من جانب مدير الدار أدي إلى إصابات جسمية بالغة وأثار نفسية لايمكن علاجها في الإحداث التي تناولتها وسائل الإعلام . وأضاف :أن ماحدث يؤكد للأطفال الأيتام حقائق فساد ومعاملة غير إنسانية في دور رعاية الأيتام بصفة عامة ؛ حيث تفتقد إلى كل أنماط التعامل الإنساني والمهني مع تلك الفئة من الأطفال التي تواجدوا في ظروف غير طبيعية لا يسألون عنها بل فرضتها ظروف المجتمع عليهم . وتابع : ماحدث يؤكد أيضاً عدم مبالاة المسئولين في وزارة التضامن الاجتماعي والتي من المفترض أن مبرر وجودها رعاية تلك الفئات وحمايتها والعمل على توافقها مع مؤسسات المجتمع . وأشار زيد إلى ضرورة مواجهة كافة الخروقات الأخلاقية والإنسانية وتحفظ لهؤلاء كرامتهم وحقهم في الحياة بمجتمع خاض ثورتين من اجل الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية . وصرح عبدالحميد زيد بضرورة وجود أخصائيين اجتماعيين ونفسيين للإشراف على تلك الدور حتى تضمن سلامة التعامل ومهنيته بدلاً من العشوائية والارتجال وترك التعامل لموظفين غير متخصصين ولا يفهمون أو يدركون طبيعة المسئولية الملقاة على عاتقهم . وفى نفس السياق، قالت هناء هاشم – إخصائية نفسية - : لا يحدث ذلك فقط فى دور الأيتام ولكن فى كل مؤسسات رعاية الأطفال ، مشيرة أن من يرعى الأطفال لم يكن مؤهل لرعاية طفل ، ولابد أن يكون خريج كليات أو معاهد تربية للأطفال . وأضافت : أن تعذيب الأطفال سواء بالضرب باليد أو بإستخدام العصاة يُعلم الطفل سلوك العدوان فلا نتعجب من الأطفال عندما تكبر نجدها عدوانية وعنيفة . وأوضحت أن التعذيب ووجود أشخاص غير مؤهلة على رعاية الأطفال يُنتج البلطجى والمجرم و.. ، مضيفة: وجود غياب للرقابة وعندما تحدث زيارة مفاجئة للدار أو مؤسسة الرعاية تكون الدار على علمِ بها .