الجنسية المصرية تشعل الخلاف على قيادة تنظيم القاعدة محيط دعاء محمد العولقي والظواهري وسيف العدل اسلام آباد: آثار موت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد قوات أمريكية خاصة فى الثانى من مايو / اّيار في باكستان، الكثير من الجدل على الصعيد العالمى من حيث ملابسات قتله ودفنه فى البحر، فضلا عن الخلافات داخل التنظيم حول هوية خليفته. ففى الوقت الذى أعلن فيه اختيار المصرى محمد ابراهيم مكاوى الملقب ب "سيف العدل " قائدا مؤقتا للقاعدة ، توقع البعض أن يكون هذا القرار مجرد ورقة اختبار لتقييم ردود الافعال بين عناصر التنظيم حيال تعيين قائد مصرى الجنسية بدلا من المتعارف عليه فى اختيار قادة من شبه الجزيرة العربية ، تمهيدا لتنصيب أيمن الظواهرى الخليفة المنتظر لبن لادن . وتمتد جذور العلاقة بين الظواهرى وبن لادن إلى فترة الثمانيات بعد إفراج السلطات المصرية عن الأول فى قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد انور السادات لثبوت براءته ، حيث التقاه فى أفغانستان قبل ان يغادرها للسودان ثم يعود إليها عقب سيطرة طالبان على الحكم فى كابول . وكانت مجلة " التايم " الأمريكية قد أشارت فى عدد الثلاثاء الماضى إلى وجود صراعات بين قيادات تنظيم القاعدة حول هوية وجنسية من سيتولى قيادته بعد بن لادن ، فالكثير منهم يعارض اختيار شخصية مصرية الجنسية لهذا الموقع . ويعتقد أن " سيف العدل " البالغ 50عاما والذى كان ضابطا فى القوات المصرية الخاصة قبل انضمامه إلى جماعة " الجهاد الإسلامى " المصرية ، كان بمثابة رئيسا للأركان فى الجيوش النظامية أى أنه المسئول الرئيسى عن العمليات المسلحة . وسبق لواشنطن أن وجهت له اتهامات بالضلوع فى تفجيرى السفارتين الأمريكيتين فى نيروبى ودار السلام عام 1998 ، وعرضت فى ذلك الوقت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات عنه بعد تصنيفه كأبرز " الإرهابيين " المطلوبين . ويعارض بعض قيادات " القاعدة" تعيين أيمن الظواهرى بسبب كبر سنه وأساليب قيادته ، بالإضافة إلى افتقاره لقوة الشخصية والكاريزما المناسبتين على عكس الداعي اليمني والقيادي في تنظيم قاعدة شبة الجزيرة العربية أنور العولقى . وينظر مكتب التحقيقات الفيدرالى " أف بى اى " إلى انور العولقى المولود فى نيومكسيكو لأبوين من أصل يمنى عام 1970 ، كملهم روحى لتنظيم القاعدة مع وضع اسمه على رأس قائمة المطلوبين فى الولاياتالمتحدة واليمن. وعن مدى ارتباط العولقى بالقاعدة، كشفت تحقيقات " أف بى اى " عن علاقته بأغلب منفذى العمليات" الإرهابية الإنتحارية " الكبرى فى العالم ، مثل معرفته بكلا من نواف الحازمى وخالد المحضار اللذان كانا على متن الرحلة الجوية الامريكية " 77 " التى ضربت وزارة الدفاع الأمريكية فى أحداث 11 سبتمبر 2001 ، بالإضافة إلى علاقته بنضال مالك حسن الذى قتل 13 جنديا أمريكيا فى قاعدة فورت هود بتكساس ، وكذلك صلته بالنيجيرى عمر فاروق المتهم بمحاولة تفجير الطائرة المتوجهة من امستردام إلى ديترويت الأمريكية . ويشار الى أن تنظيم القاعدة تشكل فى 11 أغسطس / اب 1988 وهى منظمة متعددة الجنسيات توصف بأنها سنية إسلامية أصولية تدعو إلى الجهاد الدولى ، ورأى البعض انه لولا كتابات المفكر الإسلامى سيد قطب لما نشأت ، ورغم فكرها هذا إلا أن نحو 62% من أعضائها تلقوا تعليمهم الجامعى .