بثت جبهة "النصرة" فيديو جديد، اليوم الجمعة، بدا من خلاله أنها تساجل الأمين العام ل "حزب الله" حسن نصر الله لناحية انخراط حزبه بالقتال في سوريا الى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد، واتهمته باشعال فتنة مذهبية وتوريط باقي الطوائف اللبنانية بدفع ثمن "جرائمه" ضد السوريين وأهالي بلدة عرسال اللبنانية الحدودية حيث درات معارك ضارية بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة من سريا بداية الشهر الماضي. وتضمن الفيديو، ومدته 27 دقيقة و3 ثوان تحت عنوان "من سيدفع الثمن؟" والذي كانت "الأناضول" أشارت الى انه سيتم بثه نقلا عن قيادي في الجبهة قبل يومين، نداء على شكل رسائل إلى كل من "أهلنا أهل السنة في لبنان"، والى "كافة الطوائف في لبنان" و"الشيعة الروافض" والى "علماء المسلمين في العالم"، وتحذيرا للسنة بشكل خاص من الانخراط إلى جانب الجيش ضد مقاتلي النصرة ودعوة لهم لمناصرة الثورة السورية. وظهر في الفيديو تسعة عسكريين لبنانيين أسرى لدى الجبهة لم يظهروا في أي تسجيل سابق، بالإضافة إلى مقاطع فيديو لتسعة أسرى سابقين كانت بثته "النصرة" لأول مرة قبل أكثر من أسبوع، وهم يتحدثون عن "تورط" حزب الله في قتل المدنيين في سوريا وفي عرسال رافضين دفع ثمن ذلك. وبدأ الفيديو بمقطع من خطاب لنصرالله بعد اندلاع الثورة في سوريا مارس/آذار 2011 يقول فيه أن "موقفنا من ما يجري في سوريا أن لا نتدخل كلبنانيين ....ونترك للسوريين أنفسهم معالجة أمورهم"، لينتقل بعدها المشهد إلى كلام آخر يناقض فيه الأمين العام لحزب الله خطابه الأول، فيقول تحت عنوان "تفاخر زعيم حزب إيران بقتل الشعب السوري"، انه "إذا كان لدينا 100 مقاتل في سوريا سيصبحون 200". وتابع الفيديو بث مقاطع لخطب أخرى لنصر الله يقول فيها "اذا كان هناك 1000 مقاتل (لحزب الله) في سوريا فسيصبحون 2000 ... وإذا كنا 5000 مقاتل في سوريا فسيصبحون 10 آلاف"، وصولا إلى قول الأمين العام لحزب الله "وإذا احتاجت المعركة أن اذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا فسنذهب إلى سوريا". وسخرت "النصرة" من إعلان "حزب الله" أن انخراطه في سوريا هو ل"القضاء على الفتنة المذهبية"، متهمة الحزب بالتحريض على هذه الفتنة. وبثت الجبهة مشاهد أخرى في الفيديو، تحت عنوان "طريقة حزب اللات(في إشارة إلى حزب الله) في القضاء على الفتنة المذهبية"، لما قالت انهم مقاتلون من الحزب في سوريا وهم يشتمون فيه اهل السنة ويصفون كيف يدوسون جثثا لمقاتلين من المعارضة السورية. واتهمت "النصرة" الحزب ايضا بالتعرض حتى ل "نساء فلسطينييسوريا (اللواتي) لم يسلمن من ظلم الحزب المدافع عن فلسطين"، من خلال اظهار ما قالوا انه احد عناصر حزب الله في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق وهو يضرب لاجئين متجمعين حوله ويقوم بشد امرأة من حجابها، وهو مقطع تم تداوله بكثرة على وسائل الإعلام مؤخراً. وظهر في الفيديو اتهام لاهالي مقاتلي "حزب الله" بأنهم "يحرضون على اهل السنة"، ولجمهور "المقاومة والممانعة" بأنه "فرح بقتل الشعب السوري". كما بثت لقطات تحت عنوان "جرائم النظام السوري وحزب الله الإيراني بحق اهل السنة في سوريا"، من خلال لقطات لتنكيل بجثث أطفال ومجازر وشهادة نساء منقبات يبدو انهن سوريات، وقالت احداهن انه تم اغتصابها على أيدي مقاتلين "لهجتهم لبنانية". وتلا ذلك وعد بالثأر من خلال تسجيل قديم مسجل لامير تنظيم الدولة الاسلامية في العراق ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل قبل سنوات في غارة جوية أميركية. واتهمت "النصرة" كل من "حزب الله " والجيش اللبناني بالتورط في قصف عرسال ومخيمات اللاجئين فيها من خلال بث مقاطع تحت عنوان "عناصر حزب اللات تقصف عرسال تحت نظر الجيش اللبناني"، وتظهر مدفعية يقصف منها عناصر تقول الجبهة انهم من حزب الله ومقطع آخر لمقاتلين في منطقة جردية يقصفون بالهاون ما يفترض انه بلدة عرسال اللبنانية، ليظهر بعدها مقطع لمخيمات اللاجئين في عرسال تحترق. وكذلك تم اتهام الحزب والجيش اللبناني بتعذيب واهانة الاسرى والجرحى الاسلاميين في كل من عرسال ومنطقة عبرا بالقرب من مدينة صيدا الجنوبية بعد معركة الجيش مع مقاتلي الشيخ السلفي احمد الاسير قبل أشهر. وظهر في الفيديو كذلك اعادة بث مقاطع وشهادات من اول فيديو بثته الجبهة للاسرى العسكريين لديها ينتقد بعضهم فيه تدخل حزب الله في سوريا، ويربط ما بينه وبين التفجيرات التي ضربت الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الاساسي للحزب والتي بدأت في الصيف الماضي بعد "سقوط" القصير بريف حمص وسط سوريا، التي شارك حزب الله مع قوات النظام السوري في استعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة السورية. ظهر بعدها في مقطعين مختلفين 6 عسكريين من الطائقة الدرزية، كما افاد قيادي في النصرة بوقت سابق ل "الاناضول"، تحدث احدهم فيه عن استهداف بلدة عرسال بالقصف من بلدة اللبوة ذات الغالبية الشيعية "كلما وافق الجيش اللبناني على هدنة" مع المسلحين السوريين في جرود عرسال في المعركة الاخيرة التي اندلعت في 2 آب/اغسطس الماضي واستمرت لخمسة ايام بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة سورية ابرزها جبهة "النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) وادت الى اسر العشرات من العسكريين اللبنانيين. وتحدث بعدها، احد الاسرى المسيحيين الثلاثة يسأل "حزب الله" عن سبب "محاربة الابرياء والاطفال والنساء العزل، ولماذا علينا ان ندفع نحن ثمن تصرفاتكم انتم؟" وطالب الحزب بالخروج من سوريا والتوجه الى فلسطينالمحتلة، معتبرا ان استمراره في هذا النهج يعني ان "يكون دمنا برقبتك"، في اشارة الى تحميل الحزب مسؤولية قتلهم. وتوعدت الجبهة من خلال الاستعانة بتسجيل صوتي قديم لزعيم "تنظيم القاعدة" الراحل اسامة بن لادن بأن "النزاع لا يبقى على حال. الحرب سجال... فكم يحزننا ان تستهدفوا قرانا بقصفكم... ولم يعد يخفى عليكم ان هذه الاعمال الوحشية لن تحسم الحرب وانما تزيدنا اصرارا على التمسك بحقنا والثأر لاهلنا واخراج الغزاة من بلادنا. وان مثل هذه المجازر لا تمحى من ذاكرة الشعوب". وقبل ان تختتم الفيديو بما قالت انه "جانب من الاعمال العسكرية للمجاهدين ضد عناصر حزب الله الايراني في القلمون"، توجهت "النصرة ب "نداء" تضمن 4 رسائل، بدأها الى "اهلنا اهل السنة في لبنان" طالبا منهم ان "انصروا اهلكم في سوريا وكونوا عونا لهم وادركوا انفسكم قبل ان تدفعوا انتم الثمن بتورطكم بحرب في صف الجيش اللبناني ضد اخوانكم المجاهدين او تدفعون الثمن كما دفعه من قبلكم اهل السنة في سوريا بتسلط النصيرية (العلوييين) والرافضة (الشيعة) عليكم". وتوجه النداء الثاني الى "كافة الطوائف في لبنان" فحذرهم من ان "تنصروا حزب ايران فان سكوتكم عن جرائمه يحسب عليكم فتدفعون انتم الثمن"، اما النداء الثالث فكان ل"الشيعة الراوفض" الذين اعتبرت "النصرة" ان "معركتنا معكم مستمرة طالما انتم تتطاولون على امهات المؤمنين وتسبون الصحابة الكرام... وان مساندتكم لهذا الحزب المجرم سيجعلكم تدفعون الثمن مضاعفا وان غدا لناظره قريب". وطالبت "النصرة" في الرسالة الرابعة من "علماء المسلمين في العالم" ب "بتبيان حال الجيش اللبناني حتى لا يُلبَّس على اهل السنة لان المرحلة القادمة ستكون حاسمة باذن الله اتجاه كل من ينتمي او يقف في صف هؤلاء المجرمين".