قال قيادي في جبهة "النصرة" في القلمون إن الجبهة "لن تفرج في الوقت الحالي عن أي عسكري أسير لديها من الطائفة المسيحية". واستنكر القيادي، في اتصال خاص مع وكالة الأناضول عبر الانترنت، مفضلا عدم ذكر اسمه، المعلومات التي يتم تداولها بشأن إطلاق سراح "أي مسيحي من الأسرى". وقال رد على سؤال بهذا الخصوص : "لقد أحرقوا راية لا اله الا الله وتريدنا أن نخرجهم؟!"، في إشارة إلى قيام شبان لبنانيين مسيحيين في وقت سابق اليوم باحراق راية سوداء مكتوب عليها "لا اله الا الله، محمد رسول الله"، استنكارا لقيام تنظيم "الدولة الاسلامية" بذبح عسكري لبناني وخطف آخرين مع جبهة النصرة منذ معارك عرسال في 2 أغسطس/آب الجاري. وبثت قناة خاصة على موقع "يوتيوب" الإلكتروني، الجمعة، مقطع فيديو منسوب ل"تنظيم الدولة الاسلامية"، المعروف إعلاميا باسم "داعش"، يظهر عملية ذبح لجندي لبناني قال منفذها إنه أسير لدى التنظيم منذ المعارك التي شهدتها بلدة عرسال اللبنانية الحدودية في 2 أغسطس / آب الماضي بين قوات الجيش ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا. ولم يتسن ل"الأناضول" التثبت من صحة الفيديو. وقال مصدر قيادي في تنظيم "جبهة النصرة" إن الجبهة أفرجت، مساء اليوم السبت، عن الأسرى السنة من العسكريين اللبنانيين الأسرى لديها، وهم 5 عسكريين، من أصل 18أسيرا. وأضاف، في اتصال خاص مع "الأناضول" عبر الإنترنت، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن الجبهة سلمت الأسرى الخمسة لأحد وجهاء بلدة عرسال الحدودية مع سوريا وسيتم إطلاق سراحهم صباح الغد. وأوضح أن "العسكريين الخمسة الذين أفرجت عنهم النصرة هم أحمد غيه، إبراهيم شعبان، صالح البرادعي، محمد القادري، وائل درويش"، مشيرا إلى الشيخ مصطفى الحجيري، المعروف بلقب "ابو طاقية"، تسلمهم. وأضاف أن "الأسرى المفرج عنهم سيباتون ليلتهم في أحد جوامع البلدة بينما سيتم إطلاق سراحهم غدا صباحا". وردا على سؤال حول حصول الجبهة على أي مقابل للإفراج عن هؤلاء، قال إن الإفراج عنهم، وهم جميعا من الطائفة السنية، يعود "لأن حربنا ليست مع السنة". ولم يعط القيادي في "جبهة النصرة" مزيدا من التفاصيل حول ملابسات الإفراج عن العسكريين الخمسة. وكانت معارك اندلعت في 2 أغسطس/ آب الجاري، في بلدة عرسال المحاذية لحدود لبنانالشرقية مع سوريا ومحيطها بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا أسماهم الجيش في بيان له ب"الإرهابيين والتكفيريين"، على خلفية توقيف الجيش اللبناني عماد أحمد الجمعة، قائد لواء "فجر الإسلام" السوري، الذي كان بايع تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل فترة. واستمرت المعارك في عرسال 5 أيام، حيث أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل مالا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين. ولا تزال "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" تحتجزان عددا من العسكريين والعناصر الأمنية اللبناني الذين وقعوا في الأسر لديهما خلال هذه الاشتباكات بعد الإفراج عن 8 منهم على دفعات من أصل أكثر من 20، بينهم نحو 11 من الجنود بيد التنظيم الذي أعدم أحدهم، حسب فيديو بثته التنظيم أمس. وأعلنت "هيئة العلماء المسلمين" الأسبوع الماضي، أنها علقت جهود الوساطة التي تقودها بين الحكومة اللبنانية والمجموعات المسلحة السورية التي تحتجز العسكريين اللبنانيين في منطقة القلمون السورية، إفساحا في المجال أمام "أطراف أخرى" قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين، في إشارة إلى دولة قطر.