قال الشيخ عطية صقر إن الحج عند العرب عبادة قديمة ترجع إلى عهد بناء البيت الذي جعله الله أول بيت وضع للناس، والذي رفع قواعدَه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وأمره أن يسكنَ أسرته الصغيرة عنده، وأن يؤذِّن في الناس بالحج استجابة لدعاء ربه أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليه ويرزق أهله من الثمرات، وبهذا أصبح الحج شريعة متبعة وموسما حرَص العرب عليه ليشهدوا منافع لهم، مضيفاً أن الحج الذي فرض بقوله تعالى: (وللهِ عَلى النّاس حِجُّ البيتِ مَنِ استَطَاع إليه سَبِيلًا) كان في السنة السادسة للهجرة، وعلى أثره قام النبي صلّى الله عليه وسلم وجماعة معه بالسّفر إلى مكّة لأداء العمرة، فصدّهم المُشركون وكان صلح الحديبية، وقضى الرسول هذه العمرة في السنة التالية. و أضاف أن الإسلام جاء وما يزال تُمارس فيه شعائره القديمة، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم يشهد الموسم كعادة العرب، وبعد البعثة عرض نفسَه على القبائل الوافدة إلى مكّة يبلغهم الدعوة، وكانت قلّة من المسلمين تمارس الحج كميراث قديم ولم يكن فرِض عليهم كما فرضت الصلاة في مكة حتى هاجروا إلى المدينة وكانت الحروب هي التي حالت دون زيارتهم للبيت الحرام.