رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين أن الأحداث الأخيرة على أرض الواقع في أوكرانيا تمثل تحولا مأساويا لكييف ، التي كادت قواتها المسلحة تستعيد سيطرتها على معاقل المتمردين في مدينتي دونيتسك ولوهانسك مطلع الشهر المنصرم. ووفقا لما جاء على وكالة أنباء "الشرق الأوسط" فقد أرجع مسئولون رفضوا ذكر هويتهم حسبما نقلت الصحيفة على موقعها الإلكتروني السبب من وراء تغيير مجريات الأمور إلى دخول العديد من وحدات الجيش الروسي خلال الأسابيع الماضي إلى الأراضي الأوكرانية لتقديم الدعم للمتمردين. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو تعهد في السابق بهزيمة المتمردين الموالين لروسيا إذا لم يستسلموا ، بيد أنه عقب الانتكاسات المأساوية الأخيرة في ساحة المعركة والتي أعقبت ما أسمته كييف وحلف شمال الأطلسي بتوغل أكثر من ألف مقاتل روسي داخل الأراضي الأوكرانية للقتال بجانب الانفصاليين بدا على فريقه التفاوضي التراجع والضعف. وذكرت الصحيفة أن القادة الأوروبيين تبنوا نهجا سلبيا إزاء مناشدات بوروشينكو بالحصول على المساعدات العسكرية ، بل اكتفوا فقط بفرض المزيد من العقوبات ضد روسيا أملا في تغيير مسارها السياسي حيال أوكرانيا. وأعرب بوروشينكو عن أمله في أن تتمخض الجولة الجديدة من المحادثات مع المتمردين والمسئولين الروس والمنتظر أن تُعقد في منسك في وقت لاحق من اليوم عن إحراز تقدم حيال مسألة وقف إطلاق النار ، لكن الأمر مازال غامضا حول ما إذا كانت كييف ستقبل اتفاقا يولي الانفاصليون السيطرة على مدينتي لوهانسك ودونيتسك. وتجدر الاشارة أن القوات الحكومية الأوكرانية فقدت أراض جديدة خلال معارك نشبت يوم أمس في شرق البلاد ، وذلك عقب يوما من تهديد القادة الأوروبيين بفرض المزيد من العقوبات ضد موسكو حال لم توقف دعمها للمتمردين. من جانبه ، كثف قصر الرئاسة الروسي "الكريملين" يوم أمس من دعواته لكييف حتى تُلقي أسلحتها وتبدأ في إجراء المحادثات مع الانفصاليين ، بما يعكس إدراك موسكو لحقيقة نجاح اتباعها في أوكرانيا في الاستيلاء على كبرى المناطق الصناعية في شرق البلاد ، كما لمحت موسكو عن دعمها لمطالب الانفصاليين بالاستقلال.