تتواصل الاحتجاجات في ساحة «ميدان» وسط العاصمة الأوكرانية كييف، حيث أصيب أمس أربعة اشخاص بجروح في تبادل اطلاق نار.. في وقت حذر الانفصاليون شرق البلاد من أن محاولات محاصرتهم في مدينتي دونيتسك ولوهانسك سوف تدمر أي أمل لحل سياسي. وذكرت الشرطة ان الجرحى، الذين يدعون انهم اعضاء في «مجموعات الدفاع الذاتي» في الساحة المركزية في العاصمة الاوكرانية، موجودون في المستشفى على اثر نزاع اندلع ليل الاحد - الاثنين. وتشكل ساحة الاستقلال في وسط كييف التي يطلق عليها اسم «ميدان»، منذ نوفمبر 2013 مركز حركة الاحتجاج ضد النظام الموالي لروسيا، والتي انتهت بحمام دم وادت الى هروب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في فبراير، حيث يعتصم فيها مئات المحتجين بصورة متواصلة. حصار انفصاليين أما في الشرق الأوكراني، فذكر انفصاليون ان محاولات محاصرتهم في مدينتي دونيتسك ولوهانسك سوف تدمر أي أمل لحل سياسي. وقال اندري بورجين، وهو قائد في دونيتسك التي تم إعلانها جمهورية شعبية، لوكالة أنباء انترفاكس: «نحن مستعدون لهذا ولكن عندما يحدث بالفعل سوف يدفن كل مبادرات السلام التي جرى طرحها سابقا». ويستعد المتمردون الموالون لروسيا للدفاع عن معقلهم الرئيسي، فيما تتقدم قوات كييف نحو هذه المدينة بعد ان سيطرت السبت والاحد على مدن اخرى من بينها سلافيانسك التي اخلاها المتمردون بدون معارك. وأعلن مسؤولون أوكرانيون حصارا شاملا للمدينتين على مطلع الأسبوع بعدما استعادت القوات الحكومية سلافيانسك، وهي معقل الانفصاليين وعدة مدن اخرى في منطقة دونيتسك. وذكرت الحكومة الأوكرانية أنها ستسيطر سريعا على المزيد من الأراضي من الانفصاليين بعد استعادة سلافيانسك، في انتصار وصفه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بانه نقطة تحول في الصراع من أجل السيطرة على شرق البلاد. موسكو تطلب بدورها، طلبت وزارة الخارجية الروسية أمس «ردا مناسبا» من الاتحاد الأوروبي على مقتل مدنيين خلال قتال عنيف في شرق أوكرانيا. وأضافت الوزارة، في بيان، «من المنطقي أن نطالب مرارا وتكرارا بوقف قصف كييف لأماكن المدنيين.. لا تستمع كييف للمطالب بإنقاذ أرواح الناس». وتابعت: «فيما يتعلق بهذا الامر، نريد ردا مناسبا من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لشجب السياسة الاجرامية لسلطات كيف». دعوة للحوار من جانبه، طالب وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير القيادة الأوكرانية بالحوار مع الانفصاليين الموالين لروسيا. وقال شتاينماير إنه يمكن توجيه نصيحة لأوكرانيا بمواصلة محادثاتها مع ممثلي الانفصاليين. وفي الوقت نفسه أكد شتاينماير أنه كان هناك اجتماع الأحد في كييف لما يسمى ب «مجموعة الاتصال»، التي تضم ممثلين من أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وذكر شتاينماير أن الهدف الأهم هو الاتفاق على وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، واحترام ذلك من الجانبين، وقال: «يتعين بدء هذه الخطوة المهمة لتهدئة الأوضاع قبل التفكير في حلول سياسية». يذكر أن الرئيس الأوكراني الجديد ألغى وقف إطلاق النار الذي أعلنه من جانب واحد، وذلك عقب عشرة أيام من الإعلان بعد أن تم انتهاكه.