قال الشيخ هاشم الحديدي خطيب مسجد الحسين إن الحياة مفعمة بالأمل فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، والعاقل يجد لكل عقدة حل، كما أن صحيح الشرع لا ينتقد مع صحيح العقل، ومهما تكون في أصعب اللحظات في حياتك تعلق بحبل الله عز وجل. وأضاف خلال خطبة الجمعة أن الدين جاء لمصلحة الإنسان لكي يحييه حياة طيبة، ومقاصد الشريعة جاءت لحفظ النفس والعقل والدين والنسل والعرض ولن يتحقق ذلك إلا بالعمل والإنتاج والتنمية، الأمل بلا عمل أمل أجوف وكان عمر بن الخطاب يقول " لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وإنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض، مشيراً إلى أن الإسلام حرص على تنمية الإنسان وتنمية موارده الاقتصادية، ليعيش حياة طيبة كريمة، هانئة مليئة بالإنجاز والعمل الصالح الذي يؤتي ثماره في الحياة الدنيا، ومرة في الحياة الآخرة. وأوضح أنه لم يكن لفظ التنمية الاقتصادية شائعا في الكتابات الإسلامية الأولى، إلا أنه جاء بمعاني أخرى مثل العمارة والتمكين والنماء والتثمير، واغلب المفسرين والعلماء قالوا إن التنمية واجبة في قوله (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، وعنف الرسول مجموعة من الصحابة لانهم قعدوا عن العمل واتكلوا على آية من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )-سورة الطلاق. وأضاف أن الفشل في الدنيا هو فشل في الآخرة فإذا أعطانا الله خيرات ونعم في بلادنا وتعجز عقولنا إن تستثمر ذلك لمصلحتنا ولكي نعيش حياة طيبة فإننا بلا شك معنفون وربما معذبون بسبب تقصيرنا وظلمنا لأنفسنا، وإن الحياة في سبيل الله كالموت في سبيل الله، فأغلب الآيات في القرآن تبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات إن لهم جنات. ومضي يقول: المشاريع الاقتصادية الكبرى تتسبب في الرخاء الاقتصادي السريع، فنحن في عالم لا يعترف إلا بقوة الاقتصاد وهذه هي القوة الحالية اليوم من يستغل ويستثمر موارده فسوف يضع لنفسه مكانا في العالم، موضحاً أن تقدم الأمة اليوم مرهون بتقدم عقول أبنائها وثقافتهم التي تجعل من البناء والعمل والتنمية وعمارة الأرض أنها من ثوابت الدين مثل الصلاة والزكاة. وتابع: شتان بين إنسان يقضي وقته ويومه في العمل والتنمية وعمارة الأرض لنهضة بلده ووطنه وهو أعظم جهاد في سبيل الله بنص القران والأحاديث وبين إنسان يخطط لضرب وتخريب اقتصاد بلده لخلاف سياسي، هذا ينتمي لفقه الحياة وذاك لفقه الخراب.. هذا لعالم الإنسانية وذاك لإبليس وجنوده، نحن في وقت لا يجب تضييع أوقات فيه انتهى عصر الكسل والعجز وان التاريخ والأجيال القادمة لا ترحم المخربين والكسالى والعجزة.