العين هى الدرة الثمينة التي لا تقدر بثمن، وقد سماها الله تعالى الحبيبة والكريمة، كما جاء في حديث رواه البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل قال: إذا أخذت كريمتي عبدي - وفي رواية حبيبتي عبدي - فصبر واحتسب، لم أرض له ثوابًا دون الجنة». رواه الترمذي وخلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل ، فهي برغم صغرها بالنسبة إلى كل المخلوقات من حولها، فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه من سماوات وأراضين وبحار وكل المخلوقات. وحاسة البصر تأتي في المرتبة الثانية من الأهمية بعد السمع، فيقول تعالى: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا ،(الإنسان:2)، ويقول ابن القيم في الداء والدواء : النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته، وفي غض البصر عدة منافع منها: أنه إمتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ،كما يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه الى قلبه فالنظرة سهم مسموم من سهام إبليس . ومن منافع غض البصر أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعية عليه، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده عن الله ، يقوي القلب ويفرحه كما أن إطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه،و يكسب القلب نوراً، ولهذا ذكر الله سبحانه آية النور عقب الأمر بغض البصر، فقال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)سورة النور. كما من فوائد غض البصر أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل، فالله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس العمل، فإن غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة،ويسد على الشيطان مدخله إلى القلب فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي،وبين العين والقلب منفذاً وطريقاً يوجب إنفصال أحدهما عن الآخر، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده فإذا فسد القلب فسد النظر وإذا فسد النظر فسد القلب، وكذلك في جانب الصلاح. هذه إشارة إلى بعض فوائد غض البصر تطلعك على ماورائها ، الشيخ محمد الحوت