شاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة فى المهرجان القومى للمسرح المصرى الدورة السابعة تحت عنوان "دورة صلاح عبد الصبور" والتى تنظمها وزارة الثقافة, بتقديم عرض بعنوان "هاملت" للفرقة القومية بأسيوط تأليف وليم شكسبير وإخراج محمد الشحات على المسرح العائم الصغير .فقد قدم العرض وفقاً لرؤية شكسبير . مع إضافة بعض الإستعراضات والأشعار التى كانت تلعب دور الكورس حيث ان البناء الدرامى عند شكسبير كان لايزال يحتفظ بعناصر المأساة الإغريقية التى يشكل الكورس احد عناصرها, فقد أستطاع المخرج أن يذهب بالمشاهد إلى الماضى من خلال ترتيب الأحداث, وأتفاقها مع كافة عناصر العملية المسرحية من ديكور, إزياء, موسيقى, حوار مسرحى وكذلك إضاءة تناسب أجواء الماضى. يقدم لنا شكسبير الصراع النفسى الذى يمتثل له هاملت بداية من قوله "اكون اولاً أكون تلك هى المشكلة", والتى يتم تفسيرها على نحو درامى, حيث يُخلق الشك بداخل "هاملت" حين يشك فى أن عمه قتل أبيه بالإتفاق مع والدته, يتزوج منها ويحظى بكرسى مُلك "الدينمارك" فيما تتاكد شكوك هاملت من خلال هوسة بالمسرح حيث يقدم عرض مسرحى يحاكى شكه أمام والدته وعمه فى القصر ،فيكشفا من خلالها انفعالاتهما. ليتأكد الصراع بين شخصية هاملت النبيلة وبين دوافعه النفسية للقتل، وعلى الجانب الأخر نجد أن حبيبته اوفيليا تدفع ثمن حبها لهاملت كما تكون ضحية للصراع حول السلطة وتنتحر، فيما يسقط الجميع فى دائرة الخوف والشك والإنتقام، لنتهى الصراع بقتل الملك "عمه" والملكة "والدته" وابن الوزير, ثم بقتل هاملت نفسه.د لم تكن هاملت رواية صراع نفسى فقط أو قصة غرامية ولكنها تمثل المعادل الموضوعي للصراع حول السلطة الذى حتماً ينتهى بسقوط الجميع وموتهم بدون جدوى, فالصراع لا ينتهى الأشخاص تنتهى, فيموت الجميع فوق خشبة المسرح.