تظاهر مئات العراقيين من أتباع الديانة الايزيدية من النازحين من قضاء سنجار، قرب معبر حدود عراقي تركي للمطالبة بفتح باب "الهجرة الجماعية" لهم. وقال الناشط الحقوقي الايزيدي خيري سيدو خديدا، في حديث لوكالة "الأناضول" إن "نحو 1000 نازح من أهالي قضاء سنجار (غرب محافظة نينوى شمال العراق) ممن وصلوا إلى قضاء زاخو (الحدودي مع تركيا ويقع 60 كلم شمال مدينة دهوك في إقليم شمال العراق) تظاهروا في ساحة معبر إبراهيم الخليل الحدودي بين العراقوتركيا". وأضاف: "رفع المتظاهرون ورددوا شعارات تطالب المجتمع الدولي بفتح باب الهجرة الجماعية لهم الى خارج البلاد". ولفت خديدا إلى أن "التظاهرة غير مرخصة، وقامت القوات الأمنية بتطويق مكان التظاهرة للحيلولة دون وقوع أعمال شغب". وذكر أن "المتظاهرين في انتظار وصول محافظ دهوك، فرهاد الأتروشي، لساحة المعبر لتسليمه قائمة بمطالبهم". ويقول الايزيديون إنهم من أقدم الأديان في بلاد الرافدين، ولهم معبد وحيد في العالم يسمى معبد (لالش) ويقع جنوب شرق دهوك (شمال) بنحو 45 كلم، ويؤمن الايزيديون بالله ووحدانيته، إلا أنهم يعتقدون أن إبليس هو "ملك مقدس"، ويسمونه "ملك طاووس"، وأنه رسول أرسله الله إليهم، ورمز للخير، لذلك يعتقد الكثيرون أن الإيزيديين هم "عبدة الشيطان". ومن الناحية القومية فان الإيزيديين يعدون من الأكراد، كما أن الكردية هي لغتهم الرئيسية، وملابسهم وعاداتهم تتشابه بشكل كبير مع الأكراد. ولا يوجد إحصائيات رسمية بعدد الايزيديين في العراق، لكن تقديرات غير رسمية ترجح أن عددهم لا يتجاوز 600 ألف نسمة، ويتواجد معظمهم في محافظتي نينوى ودهوك. وبسط تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش"، سيطرته على مركز قضاء سنجار والمجمعات والقرى التابعة له في الثاني من أغسطس/ آب الجاري بعد انسحاب قوات البيشمركة (قوات إقليم شمال العراق)، ما اضطر آلاف العائلات في شمال وجنوب سنجار للجوء إلى الجبل الذي يتوسط القضاء، وهو جبل معزول ولا يرتبط بسلسلة جبال أخرى، ويحاصره التنظيم من جميع الجهات، في حين أن بعض العائلات الأخرى قررت البقاء في منازلها وعدم النزوح.