قال رئيس اتحاد الموانئ البحرية العربية رئيس قطاع النقل العربي ومدير عام مؤسسة الموانئ الكويتية الشيخ الدكتور مهندس صباح جابر العلي الصباح، إن مشروع قناة السويس الجديد يحظى بأهمية إستراتيجية بالغة، ويؤكد مكانة مصر في خريطة التجارة العالمية عبر قناة السويس، حيث سيقفز هذا المشروع بمصر والوطن العربي إلى العالمية، ويؤكد صدارة مصر في العالم العربي. وأكد الصباح أن 70% من سفن الحاويات التي تعمل على الخطوط الملاحية بين شرق آسيا وأوروبا، مرورًا بقناة السويس سفن عملاقة تتراوح سعتها بين 10 و18 ألف حاوية نمطية سعة 20 قدمًا مربعة، وهو الأمر الذي يعكس الأهمية الإستراتيجية للمشروع الذي يسهم في استيعاب المجرى الملاحي، بقناة السويس لهذا النوع من السفن التي تحتاج إلى أعماق بحرية كبيرة بالممرات الملاحية. وأوضح الصباح أن مشروع قناة السويس الجديدة يصب في صالح المنظومة اللوجستية بالمنطقة، التي تتركز معظم عملياتها عبر الخطوط الملاحية التي تربط قارتي آسيا وأوربا مرورًا بالمجرى الملاحي لقناة السويس. ولفت إلى أن التجربة العملية بمنطقة الشرق الأوسط أثبتت أن تنفيذ أي خطط تنموية بالقطاع البحري في أي دولة يصب في صالح باقي دول المنطقة، حيث تسهم هذه التوسعات في إنعاش حركة التجارة وتوفير الطاقات الاستيعابية اللازمة. وأشار الصباح إلى أن مشروع قناة السويس يعتبر بمثابة عبور ثان لمصر، ويمثل نقلة نوعية فى عالم الموانئ والتخزين والمشروعات التنموية، لافتا إلى أن أهمية قناة السويس كممر مائي عالمي ستزداد بشكل مضاعف، كما أن توقيت المشروع وأسلوب التخطيط له تكشف وجود قيادة سياسية واعية مدركة لاحتياجات مواطنيها ومتفهمة للمتغيرات العالمية التى تحدث وتهدف للاستحواذ على جاذبية الموقع الاستثنائي والفريد للقناة كملتقى للقارات وأسواق وخطوط التجارة العالمية. وأضاف الصباح أن المشروع سيرشح مصر لاستقطاب استثمارات صناعية من البلدان المصدرة خاصة الدول ذات الموقع الجغرافي الواقع على أطراف القارات مثل اليابان والصين وكوريا والشرق الأقصى والأمريكتين، وذلك بسبب قربها من السوق الأوروبية وهى أكبر سوق فى العالم. وأشار الصباح إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة سيخلق جملة من الأمور الإيجابية التى ستعود على مصر بالخير والتنمية، حيث إن البنية الأساسية للمشروع والمتمثلة فى حفر القناة الجديدة والأنفاق الستة التى ستربط شرق القناة بغربها وضمنها نفقين للسكك الحديدية سوف تخلق عددًا كبيرًا من فرص العمل، أما المشروعات الصناعية والخدمية التى سيتم تأسيسها فسوف تخلق أضعاف هذه الفرص تبعًا لحجم تلك المشروعات واحتياجاتها من العمالة. وأضاف الصباح أن مصر لديها من الامتيازات الجغرافية والتاريخية التى تمكنها من استيعاب استثمارات بمئات مليارات الدولارات فهي دولة غنية بكافة الموارد الطبيعية.