قالت صحيفة "الجارديان"، إن فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر في أغسطس الماضي من قبل قوات الأمن المصرية يعتبر مذبحة وجريمة ضد الإنسانية حيث راح ضحيته 817 متظاهرا من مؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، حسب قولها. وأضافت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم السبت، إن غالبية من راحوا ضحايا لما أسمته بمذبحة فض الاعتصام لم يكونوا مسلحين، إلا أن وجود مجموعة صغيرة مسلحة بداخل الاعتصام أودى بحياة ثمانية أفراد من قوات الفض. وتابعت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين كانت هي الأقوى من بين الكيانات السياسية المصرية؛ حيث خرج منها أول رئيس مصري منتخب إلا أنه أبدى انفردًا كبيرًا بالسلطة ما جعل الملايين من الشعب المصري تخرج لمطالبة الجيش بعزلة وهو ما تم بالفعل. وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب عزل مرسي وجد أنصاره في ميدان رابعة المكان المناسب للتجمع وإثبات أن مرسي ما زال يتمتع بشعبية كبيرة، ومع تعالي أصوات من قيادات الاعتصام تنادي بشعارات طائفية رأى البعض أن وجود الاعتصام في حد ذاته يمثل تهديدًا على سيادة وأمن الدولة. وألمحت الصحيفة البريطانية إلى إنه في أعقاب عملية الفض شهدت البلاد موجة من العنف تجلت في حرق عدد من الكنائس والاعتداءات المسلحة على أقسام الشرطة، وبعد أن كان الغرب يرى جماعة الإخوان على أنها ممثلة الإسلام السياسي المعتدل أثبتت تلك الحوادث أنها الحاضنة لكل الجماعات المسلحة في المنطقة مثل داعش والقاعدة، وقد كان هذا المفهوم هو ما دفع البعض لتبرير فض الاعتصام. وذكرت "الجارديان" أن من تداعيات فض الاعتصام حدوث شقاق كبير بين الليبراليين وما أسمته بمؤسسات دولة مبارك كالجيش، حيث قام محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية آنذاك وأحد أهم رموز ثورة 25 يناير بالاستقالة من منصبة مؤكدًا "العنف سيؤدي إلى مزيد من العنف". وأوردت الصحيفة تصريح خالد داوود سياسي ليبرالي معارض لمرسي ولكنه في نفس الوقت رافض لطريقة فض الاعتصام، قوله: "لقد شعر الشعب في ذلك الوقت أنه بين نارين إما تطرف الجماعات الإسلامية أو أن يحافظ على وحدة بلده بطريقة استبدادية". وأضاف داوود :"أنا غير آسف على عزل مرسي، إلا أنني إذا قبلت بطريقة فض الاعتصام فسأكون بذلك تخليت عن مبادئي الإنسانية".