قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن إعلان الحكومة المصرية قرارها بفض اعتصامى الإخوان، سيصعد احتمالات المواجهة العنيفة بين معسكرين يرفض كل منهما التراجع أو تقديم تنازلات، لافتة إلى مقاطع فيديو انتشرت مؤخراً، تظهر مؤيدى «مرسى» مسلحين بمختلف الأسلحة. وأضافت أن الفيديوهات التى ظهر فيها أطفال يحملون أكفانهم استعداداً للشهادة فى «رابعة» صدمت المصريين، وأشعلت غضبهم ضد الإخوان ومؤيديهم. ونقلت الصحيفة عن قيادى إخوانى كبير، لم تذكر اسمه، قوله إن «من يطالبون بفض الاعتصام هم الذين وافقوا على الانقلاب، ويضغطون لجر البلاد فى اتجاه العنف»، وأنكر القيادى فى اتصاله بالصحيفة من ميدان رابعة العدوية وجود أى أسلحة فى الميدان، مؤكداً أن الاعتصام سلمى، وأنهم يرفضون أن ينجروا إلى العنف. ووصفت منظمة العفو الدولية الأمر ب«وصفة لمزيد من إراقة الدماء»، وعلى الجانب الآخر قال المستشار السابق لمرشح الرئاسة عمرو موسى «أشرف سويلم»، إنه لا يتوقع اقتحام الاعتصام، ولكن «الداخلية» ستبدأ بخطوات تدريجية فى محاولة لاحتواء الاعتصام والقبض على أكبر عدد ممكن من المعتصمين. وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إنه لا يبدو على الطرفين الاستعداد للتراجع أبداً. ففى الوقت الذى خرج فيه مجلس الوزراء بالبيان الذى يفيد بفض الاعتصام تعالت أصوات قيادات برفض إنهاء الاعتصام فى وقت قريب. وأوضحت أن هذا الوضع يسبب مزيداً من الإحباط للحكومة المؤقتة، التى تعانى من اعتصامات الإخوان وتعطيلهم لحركة المرور بالقاهرة. وتابعت «رفض الإخوان لإنهاء اعتصامهم يرجع لرؤيتهم لهذا الاعتصام على أنه الضمان الوحيد لعدم انهيار تنظيمهم فى جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى أن معظمهم خائف من الانسحاب والقبض عليه». وقال المتحدث باسم الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين «محمد سودان» إن الكثير من الناس خائفون من العودة إلى ديارهم لأنهم يعرفون أنهم سيتم القبض عليهم أو اعتقالهم، وأضاف أنه لا يجب على أحد أن يدعو الإخوان إلى الانخراط فى العملية السياسية لأنه ليس هناك عملية سياسية فى مصر أساساً. وعلقت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بأن إعلان السلطات المصرية عن نيتها فض الاعتصام يعنى عدم جدوى زيارة كاثرين أشتون الأخيرة لمصر، التى كانت لفتح الحوار بين الأطراف المتنازعة وإنهاء المأزق السياسى، وهو ما لم يحدث بالطبع على أرض الواقع. وتوقعت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن يؤدى فض الاعتصام إلى سفك دماء غزيرة، ما سيقوض فرص المصالحة الوطنية أكثر فى البلاد.