في المفاوضات لا يمكن أن تحصل على أكثر مما يمكنك تحقيقه على الأرض. يسري هذا في مفاوضات الحروب، كما يسري في مفاوضات التحالفات الانتخابية سواء بسواء. تذكرت هذا بينما كنت أضحك من تصريحات رئيس حزب كان كبيرا (الحزب لا رئيسه) وشكواه بأن حزبه لم يحصل سوى على مقعدين فقط من بين 100 مقعد، ضمن " القائمة الوطنية من أجل مصر " لانتخابات مجلس الشيوخ بنظام القائمة. كان يفترض برئيس الحزب الشكاء، البكاء، أن يكون على دراية بقواعد العمل الانتخابي، وضوابط التوازنات داخل التحالفات الانتخابية، وكيف تتم المحاصصة فيها. إلا أننا نعرف أنه لا يعرف، فلم يكن يوما من أهل السياسة أو الانتخابات. في هذه التحالفات ترتبط المحاصصة بصورة أساسية بثقل الحزب في الشارع، تشكيلاته، لجانه، انتشاره، وكذلك بوزنه النسبي انتخابيا إذا خاض الانتخابات منفردا. كم كان سيحصد من مقاعد؟ ووفقا لهذا تحدد مقاعده في القائمة. وبناء عليه فرئيس الحزب المتباكي قبل أن يشكو قلة مقاعده في التحالف، عليه أن يجيب عن بعض الأسئلة بصراحة، ويواجه نفسه بالحقيقة التي يبدو أن الجميع يعلمها بما في ذلك هو نفسه, ولكنه يتعامى عنها. ومن هذه الأسئلة: أولا : ما هي قدرات الحزب على خوض انتخابات القوائم منفردا؟ وإن لم تكن كل القوائم فهل يمكنه المنافسه على قائمة واحدة من الأربع قوائم، ولنقل قائمة صغيرة مخصص لها 13 مقعد؟ ثانيا : بلاش منفردا. فهل يمكنه التحالف مع حزب آخر لتشكيل قائمة واحدة تستطيع الفوز؟ وحينها سيكون له 6-7 مقاعد. ثالثا : بالنسبة للانتخابات بالنظام الفردي والمخصص لها مائة مقعد على مستوى 27 محافظة .. كم عدد المرشحين الحقيقيين للحزب؟ حقيقيون هنا بمعنى المرشح القادر على خوض معركة انتخابية جادة يحقق فيها الفوز أو على الأقل الإعادة. للعجب فمرشحي هذا الحزب ورئيسه المتباكي اثنين فقط!! رابعا : ما هو البرنامج الانتخابي للحزب ؟ هل موجود أصلا ؟ هل هناك خطاب سياسي مكتمل وواضح للحزب ليتولد عنه برنامجا انتخابيا يقرر على أساسه الناخب اختيار مرشحك؟ يعني إنت جاي تبيع ايه؟! إلى السيد رئيس هذا الحزب الذي كان كبيرا( الحزب ) وإلى كل من على شاكلته نقول: احمدوا ربنا، فبدون وجودكم في هذه القائمة كنا سنستريح من تمثيلكم النيابي المتهافت، وسماع أصواتكم غير السياسية.