قال مصدر مسئول ب"التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، إن استراتيجيتهم هي "المقاومة الشعبية دون حمل السلاح"، نافيا أي علاقة لهم بالمجموعة التي أطلقت على نفسها "كتائب حلوان" - حسب وكالة أنباء الأناضول. وكانت مجموعة أطلقت على نفسها اسم "كتائب حلوان"، نشرت فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه مجموعة من الملثمين المسلحين يتوعدون الجيش ووزارة الداخلية. وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسنه في تصريح لوكالة الأناضول، أن "الفيديو المنشور يعد صنيعة مخابراتية، هدفه صنع عدو وهمي يخاف منه الشعب وتتخذه السلطات الحالية، كذريعة للعنف ضد الحراك السلمي الموجود بالشارع". وأضاف: "استراتيجيتنا في التحالف هي المقاومة الشعبية، وليس اللجوء للعنف المسلح، ولسنا في حاجة للتبرؤ من هذا الفيديو أو ما يشببه، لأنه لا يمثلنا من الأساس". وحمَّل المصدر السلطات الحالية، مسؤولية انتشار العنف في البلاد، مضيفا "عنف الانقلاب وإجرامه في حق الشعب، واستخدام القضاء كأداة لعقاب معارضي الانقلاب، ألجأ بعض الشباب الى العنف كنتيجة للظلم والقهر". إلا أنه استدرك القول "نحن لا نبرر هذا السلوك، بل ندينه بكل قوة، ولا نريد أن تستمر هذه الظاهرة في بلادنا". وتضمن الفيديو الذي تم حذفه في وقت لاحق من موقع "يوتيوب"، حديثا لأحد الملثمين وفي يده بندقية، قائلًا: "عندما قلنا إنها سلمية دفعنا من الدماء ما دفعنا"، مضيفًا: "نخرج فتسفك الدماء وتغتصب النساء وتسرق الأموال، فلقد سئمنا سلمية الإخوان ونحن لسنا إخوانًا، وهذا إنذار للداخلية على مستوى جنوبالقاهرة بجميع مناطقها وجميع أقسامها". وتابع الملثم في الفيديو الذي بلغت مدته 3 دقائق و16 ثانية، موجها حديثه للداخلية: "لم تتقوا الله عز وجل ولم تراعوا أي شيء وسفكتم الدماء بل وحبلتم نساء المسلمين". وأضاف: "حياتنا كلها فقر في فقر، والشعب يدفع الثمن والضريبة، ولابد أن تنتفض فئة ترد على ما فعلوه"، قبل أن يختتم الفيديو بالهتاف مع ملثمين حوله "مفيش سلمية مع الداخلية.. تكبير.. الله أكبر.. هي لله.. هي لله". وكان خالد سعيد، المتحدث باسم "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، الذي يقود الاحتجاجات ضد عزل مرسي، قال في تصريح عبر الهاتف ل "الأناضول"، في وقت سابق اليوم: "منهجنا سلمي ونرفض العنف بشتى طرقه، ونضع نصب أعيننا عبارة (سلميتنا أقوى من الرصاص) التي قالها محمد بديع مرشد جماعة الإخوان من أعلى منصة رابعة العدوية" يوم 5 يوليو / تموز 2013 إبان الاعتصام. وتابع: "لم ندعُ إلى حرق أو تخريب منشآت، كما لم ندعُ لقطع طرق، وإنما طالبنا الثوار بسلمية مبدعة ترهق الداخلية دون أن تنجر إلى أي من أنواع العنف". سعيد، وهو قيادي بارز بالجبهة السلفية، العضو في التحالف الداعم لمرسي، قال إن "الرصاص لا يحسم المعركة دائما، وما جرى في البلاد اليوم، هو رد فعل شعبي غاضب على من سرق الثورة، ويخرج الآن في وسائل الإعلام يصف الثوار الحقيقيين لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 بالمتآمرين". وأضاف: "الدولة التي تحارب شعبها وتقتل رجالها وتغتصب نسائها ولم تقتص لضحاياها هي السبب في انتشار هذا الغضب الشعبي". وشهدت الذكرى الأولى لفض اعتصام ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى، يوم الخميس، مظاهرات لأنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، في القاهرة و94 مدينة أخرى، بحسب شهود عيان ومراسلي الأناضول. وفي 14 أغسطس/آب من العام الماضي فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلا منهم 8 شرطيين بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) أن أعداد القتلى حوالي الألف. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نشرت، الثلاثاء الماضي، تقريرا عما وصفته ب"القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو، وأغسطس عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك في فضها اعتصام رابعة العدوية. ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف المسؤولين عن "مذبحة رابعة"، واتهمت السلطات المصرية بأنها لم تجر أي تحقيق في هذا الإطار، فيما اعتبرت الحكومة المصرية أن التقرير "مسيس ويهدف لإسقاط الدولة".