تراجع مؤشر الثقة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بنسبة 94 % في عام 2013 مقارنة بعام 2012، في حين شهد استقرارا في آسيا والتي تصدرت الترتيب العالمي، مسجلة نمو طفيف بمعدل 3.7 %، في ذات العام، وفقا لإحصائية صادرة عن معهد جالوب لاستطلاعات الرأي. وقال جالوب في بيان صادر، أمس الأربعاء، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، باستثناء دول الخليج العربي، سجلت انخفاض بمقدار 16 نقطة في مؤشر الثقة الاقتصادية بعام 2013 مقارنة بعام 2012، مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، واستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في مصر، وقفاً للأناضول. ومنذ مارس/آذار 2013 تشهد سوريا احتجاجات شعبية تحولت إلى صراع مسلح بين قوات النظام والمعارضة أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، وشرد حوالي تسعة ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة، من أصل تعداد سوريا البالغ حوالي 22.5 مليون نسمة. وأشار جالوب إلى أن 4 دول بالمنطقة تشمل مصر وسوريا، شهدت خسائر من رقمين في رصيد نقاطها، حيث تراجع مؤشر الثقة الاقتصادية في مصر بمقدار 40 نقطة في عام 2013 ليصل رصيدها إلى (- 70) مقارنة برصيدها في عام 2012 حيث سجلت (- 30) نقطة بانخفاض 133%. وفي 3 يوليو/ تموز 2013، عزل الجيش المصري، بمشاركة قوى دينية وسياسية، مرسي، بعد موجة واسعة من الاحتجاجات الشعبية ضده، في خطوة يعتبرها أنصاره "انقلاب عسكري" ويراها معارضوه "ثورة شعبية". وقال جالوب "كلا من الأوضاع الحالية، والنظرة المستقبلية، لمكونات مؤشر الثقة الاقتصادية، تشير إلى أن هناك حالة من انعدام الأمن الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال العام الماضي 2013". وأضاف أنه مع استطلاع آراء مواطني المنطقة، حول الوضع الاقتصادي لبلادهم من وجهة نظرهم، فإن واحد من بين خمسة مواطنين (20 %) أجاب بأن الأوضاع الاقتصادية " ممتازة " أو "جيدة" ، وذلك مقارنة بما يقرب من النصف (46 %) من المواطنين الذين تم استطلاع آراؤهم وقالوا إن الأوضاع الاقتصادية في بلادهم كانت "سيئة". وقال جالوب إن مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، غير متفائلين بشأن مستقبل اقتصاداتهم. وأضاف "23 % من جمهور الاستطلاع قالوا إن الظروف تتحسن، في حين قال 46 % إنها تزداد سوءا، مما أدى إلى تسجيل مستوى التوقعات المستقبلية للاقتصاد بالمنطقة . وحلت منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، في المرتبة قبل الأخيرة في مؤشر جالوب للثقة الاقتصادية، برصيد (- 33) نقطة وذلك مقارنة ب (- 17) نقطة عام 2012، بانخفاض 94 %، بمقدار 16 نقطة. وقال جالوب إن لبنان كانت الأسوأ في مؤشر الثقة الاقتصادية بالمنطقة برصيد (- 71) ، تلتها في الترتيب مصر برصيد (- 70) نقطة، ثم تبعتهم سوريا برصيد (- 54) نقطة ، وفلسطين برصيد (-51) نقطة . أما المغرب فكانت الدولة الوحيدة بالمؤشر، التي استطاعت ان تسجل ارتفاع إيجابي بين دول المنطقة، برصيد 20 نقطة . وقال جالوب أيضا إن آسيا تصدرت الترتيب عالميا في مؤشر الثقة الاقتصادية، حيث حصلت على أعلى عدد من النقاط بواقع 28 نقطة في 2013، مقابل 27 في عام 2012 بارتفاع 3.7 %، وبتحسن نقطة واحدة. وتلاها بعد ذلك منطقة الاتحاد السوفيتي السابق، فقد حصلت على 3 نقاط في 2013 مقارنة ب 10 نقاط في عام 2012، بانخفاض 70 %، بمقدار 7 نقاط . أما منطقة الأميركتين فقد حصلت على نقطة واحدة في 2013، مقارنة ب 5 نقاط في 2012 ، بتراجع 80 % ، بمقدار 4 نقاط. وتلاها في الترتيب منطقة جنوب الصحراء الافريقية، والتي سجلت أعلى ارتفاع في عد النقاط، ليصل رصيدها إلى نقطة واحدة أيضا في عام 2013 وذلك مقارنة ب (-9) في عام 2012، بنمو 111 %، بزيادة قدرها 10 نقاط . وفى المرتبة الأخيرة جاءت أوربا برصيد (- 36) نقطة في 2013، مقارنة ب (- 35) نقطة في 2012 وذلك بانخفاض 2.8 %، بمقدار نقطة واحدة . وقال معهد جالوب إن مؤشر الثقة الاقتصادية، مبنى على إجابات المبحوثين المجمعة من سؤالين الأول، يوجه للأفراد طالبا منهم ترتيب الظروف الاقتصادية في بلادهم اليوم، أما السؤال الثاني فهو يتعلق بما إذا كانوا يعتقدون أن الأوضاع الاقتصادية في البلاد ككل تتحسن ام تزداد سوءا . وقال جالوب إن منهجية الاستطلاع مبنية على مقابلات شخصية، وهاتفية أجراها مركز الاستطلاع الأمريكي مع 1000 مواطن بالغ، في كل دولة من الدول التي شملها الاستطلاع، تتراوح أعمارهم بين 15 عام وما أكثر، وذلك في عامي 2012 و 2013 . وأضاف جالوب إنه بالنسبة للنتائج التي تستند إلى العينة الإجمالية للبالغين، فإنه بنسبة ثقة تبلغ 95 % يمكن القول أن هامش الخطأ في استطلاع رأى العينات، يتراوح بين 2.1 إلى 5.6 % بالزيادة أو النقصان. وأضاف أن النقاط فوق الصفر(موجبة) تعنى ان هناك رؤية إيجابية للاقتصاد، أما النقاط الأقل من الصفر (سالبة) فتشير إلى رؤية سلبية للاقتصاد، اما الصفر فهو يشير إلى أن الرؤيتان الإيجابية والسلبية للاقتصاد متعادلتان .