قتل شخصان في اشتباكات مازالت مستمرة (حتى الساعة 7:15 ت.غ. من اليوم الثلاثاء) بين مسلحين حوثيين وقبليين في محافظة الجوف شمالي اليمن، بحسب مسئول محلي. وقال المسئول، الذي طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، لوكالة الأناضول إن "شخصين من أفراد لجان الدفاع الشعبي (مسلحون قبليون) قتلا خلال مواجهات مع مسلحين حوثيين في منطقة الغيل بمحافظة الجوف". مشيراً إلى أن "عدداً أكبر من الحوثيين قتلوا وأصيبوا خلال المواجهات التي مازالت مستمرة حتى الآن، دون أن يتسنى أخذ تعليق فوري من جماعة الحوثي التي لا تفصح عن أعداد ضحاياها. وأوضح أن الاشتباكات تجددت مساء أمس بعد مهاجمة الحوثيين لمواقع تابعة للجان الدفاع الشعبي في المنطقة. وتابع المسئول المحلي أن "لجنة الوساطة الرئاسية مازالت تبذل جهوداً من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين، دون إحراز أي تقدم حتى الآن". وكانت اللجنة ذاتها توصلت، السبت قبل الماضي، إلى اتفاق يقضي بإيقاف المواجهات التي تدور بين الجيش اليمني، معززاً برجال القبائل، ضد جماعة الحوثي في محافظة الجوف، غير أن مواجهات متقطعة شهدتها عدة مواقع بين الطرفين رغم الاتفاق. وآنذاك قال عضو لجنة الوساطة، مفرح بحيبح، لوكالة الأناضول، إنه تم توقيع اتفاق لوقف المواجهات بين الطرفين على مرحلتين. وأوضح أن المرحلة الأولى تتضمن وقف إطلاق النار بشكل تام، ورفع المتاريس ومواقع التمركز المستحدثة، وعودة المسلحين من الطرفين إلى ديارهم، وتسليم المواقع إلى لجنة الوساطة، وتبادل المخطوفين. فيما تتضمن المرحلة الثانية، تسليم المواقع من قبل الوساطة إلى الدولة، وتقوم الدولة بتأمين الخط من نطقة "مفرق الجوف" إلى "الحزم" عاصمة المحافظة. والثلاثاء الماضي، بدأت لجنة الوساطة نفسها، استلام مواقع الحجر وحصن آل صالح والصفراء وهي مواقع في محافظة الجوف استعادها الجيش مع لجان الدفاع الشعبي (مسلحون قبليون) بعد 3 سنوات من سيطرة الحوثيين عليها، وذلك قبل عودة الاشتباكات اليوم الاثنين. وتعود بداية المواجهات إلى أبريل/ نيسان الماضي، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين قبل أن تتمكن لجنة وساطة رئاسية من إيقاف الاشتباكات. وتكمن أهمية محافظة الجوف في قربها من محافظة مأرب التي تقع فيها حقول النفط والغاز، الذي يعد الرافد الأكبر لميزانية اليمن. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.