عارض وزير الثقافة المصري الدكتور جابر عصفور اقتراح عرض الأعمال الدرامية على لجنة مختصة للمراجعة التاريخية، بحيث لا تخرج الأعمال رديئة وتزيف وقائع التاريخ الثابتة، كما جرى بمسلسلات رمضان هذا العام. وقال أن ذلك سيكون من شأنه تضييق الحريات على المبدعين والمفكرين في حين أن مجلس الثقافة هو قلعة الحرية الأولى في مصر. والاقتراح تقدم به الدكتور جمال شقرة خلال ندوة موسعة عقدت أمس بعنوان "الدراما والتاريخ" واحتضنها المجلس الأعلى للثقافة ، بحضور فني وثقافي بارز. وأكد وزير الثقافة أن مسلسل "صديق العمر" يوصف بالرداءة أكثر من الجهل بالتاريخ، وهذه مشكلة أعمق من الخطأ في أحداث تاريخية، لكنه في الوقت ذاته رأى أن التاريخ وأي حقل إنساني لا يمكن أن يخضع للموضوعية الكاملة، فالحقائق لها أكثر من وجه. من جانبه أكد الدكتور طارق النعماني رئيس الشعب بالمجلس أن المصريين يشعرون بالعار من منتجي الدراما الذين يشوهون سمعة الدراما المصرية، ويقصد مسلسل "سرايا عابدين" المستنسخ من "حريم السلطان" التركي. وقال وزير الثقافة أن الكثير من الأعمال التاريخية استطاعت تقديم رؤية تاريخية مغايرة بغير تزوير كما جاء في رواية "ليون الإفريقي" . تحدث الدكتور محمد عفيفي ، الأمين العام للمجلس عن عدد من الأفلام تركت بصمة لا تزال حتى الآن مثل "رد قلبي"، وفيلم "ناصر 65"، وفيلم "الكرنك"، في حين أن المسلسلات الأن لا يترك لها طابع عند المشاهد. أما الدكتور أيمن فؤاد، رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، فأكد أنه منذ ثمانينات القرن الماضي قرر قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون عرض الأعمال الدرامية التاريخية على الجمعية، ولكن كل الأعمال التي عرضت هذا العام تم إنتاجها بواسطة قنوات خاصة ولم تراجعها الجمعية، لذلك هي مليئة بالأخطاء التاريخية، وأضاف أنه كان يجب أن يحضر مراجع تاريخي التصوير ليتأكد بنفسه هل تم أخذ الملاحظات، وكذلك مراعاة الملابس والديكور إلا أن ذلك لم يحدث، مشيرًا إلا أن المسلسل احتوى على كثير من الأخطاء التاريخية التي كانت مليئة بالتشوية وهو ما أساء لهذه الحقبة التاريخية.