قال متحدث أممي إن إجمالي عدد النازحين العراقيين المشردين من بيوتهم بسبب هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بلغ أكثر من 1.2 مليون شخص حتي الآن. وأضاف كايرن دواير، المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) في أربيل، عاصمة إقليم شمال العراق، أن "الأممالمتحدة تدرس حاليا مع الشركاء الدوليين والمحليين إمكانية فتح ممر إنساني في محاولة لإخراج المحاصرين من هذه المنطقة"، بحسب تصريحات عبر الهاتف مع صحفيين في مقر الأممالمتحدة بنيويورك اليسوم الإثنين. وبسط تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرته على مركز قضاء سنجار والمجمعات والقرى التابعة له في الثاني من أغسطس الجاري بعد انسحاب قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، ما اضطر آلاف العائلات في شمال وجنوب سنجار للجوء إلى الجبل الذي يتوسط القضاء، وهو جبل معزول ولا يرتبط بسلسلة جبال أخرى، ويحاصره التنظيم من جميع الجهات، في حين أن بعض العائلات الأخرى قررت البقاء في منازلها وعدم النزوح. لكن المسئول الأممي استبعد في نفس الوقت امكانية نقلل النازحين من سنجار إلى البلدان المجاورة، مثل إيرانوتركيا والسعودية. وقال إن "هؤلاء الناس ليسوا لاجئين، وإنما هم مواطنون عراقيون، وعلينا تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إليهم". وتحدث عن تردي الوضع الإنساني للنازحين العراقيين نتيجة هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية"، خصوصا في الأجزاء الجنوبية من جبل سنجار. وقال دواير إن "الوضع الإنساني بات مترديا للغاية في تلك المناطق من جبل سنجار، حيث يعتقد أن ما يقدر بنحو 50 ألف شخص محاصرين (...) الناس يفتقرون لكل شيء، من الغذاء والماء والدواء والإيواء". وردا علي سؤال بشأن تداعيات الضربات الجوية الأمريكية على معاقل تنظيم "الدولة الأسلامية"، أجاب دواير: "لا أريد أن أعلق على ذلك، لكن ما نفهمه، هو أن هذه الضربات تمت بطلب من السلطات العراقية". وأضاف أنه "فيما يتعلق بإسقاط المساعدات الإنسانية جوا للنازحين في جبل سنجار، فنحن من جانبنا نقوم بالتنسيق مع السلطات المحلية والإقليمية حول ظروف النازحين". ومضى قائلا إن طائرات هليكوبتر عراقية تقوم منذ بدء الأزمة بإسقاط مساعدات إنسانية للنازحين العراقيين في جبل سنجار. وأوضح أن "الأجزاء الجنوبية من جبل سنجار هي الأجزاء الأكثر تعرضا للخطر من قبل هجمات داعش، في حين تبقى الأجزاء الشمالية من الجبل أقل تعرضا لتلك الهجمات". ووصف دواير التقارير التي تفيد بتعرض فتيات ونساء مسيحيات وآخريات ينتمين إلى الطائفة الأيزيدية للبيع كسبايا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" بأنها "تقارير مثيرة للقلق البالغ". والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبل سنجار، شمالي العراق، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا.