محمد الصاوى : أتشرف أنى عربى كمحمود درويش نصير شمة :صداقتى بدرويش اسثنائية ..و كنا على تواصل فى أيامه الأخيرة سيد محمود : درويش عين صحفيا بالأهرام بقرار من عبد الناصر سيد محمود : درويش كان يخشى توفيق الحكيم .. و ألغى عشاء مع وزير بسبب الكورة " سلام على الصاعدين خفافًا على سلم الله " قالها محمود درويش الذى صعد خفيفًا هو الآخر منذ سبع سنوات فى أغسطس 2008، تاركًا رصيدًا أدبيًّا وإنسانيًّا ونضاليًّا ضخمًا، تجاوز به حدود الموت ، طالما قالها :" لا شئ يثبت أنى حى و لا شئ يثبت أنى ميت " هو الخالد بكلماته التى يرددها كل فلسطينى و عربى و محب لشعره . و احتفاءاً بذكراه العطرة ، أقامت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين بالتعاون مع ساقية عبد المنعم الصاوى احتفالية " محمود درويش " التى تمر علينا و غزة تحت القصف أبية تقاوم ، و درويش يردد "ولنا أحلامنا الصغرى ، كأن نصحو من النوم معافين من الخيبة ، لم نحلم بأشياء عصية ، نحن أحياء وباقون ... وللحلم بقيةْ" بدأت الاحتفالية بكلمة مسجلة للمهندس محمد الصاوى ، قال فيها :" أتشرف أنى عربى كمحمود درويش " ، و من أعمال درويش التى تركت بصمتها فى ذاكرتى " عصافير بلا أجنحة " و هو أول ديوان لدرويش ، جعلنى أتمنى لو كنا بلا أجنحة لنتشبث بأوطاننا ، نحن فى حاجة لإرادة لا أجنحة . و لدواعى سفره أعتذر الفنان " نصير شمة " عن عدم الحضور، رافضاً أن تؤجل الاحتفالية لحين عودته حتى تتم الاحتفالية فى موعدها فى ذكرى رحيل درويش ، و لكن السفر لم يمنع شمة من المشاركة فى الاحتفالية حتى و لو بكلمة مصورة عبر فيها عن سعادته بصداقة درويش الاستثنائية ، مستعيدا ذكرياتهم سويا و تلك الليلة التى لا تنسى التى أمضاها فى معرض الكتاب بألمانيا مع الشاعران محمود درويش و أدونيس . وأكد شمة أنه ظل على صداقته بالراحل حتى أيامه الأخيرة ، قائلا : أشعر أنه مازال بيننا من خلال إنتاجه الإبداعى الكبير ، من ديوان لديوان كان يغير درويش جلده الابداعى ، لينحت بكل تجربة اسمه فى الصخر من جديد ، و يظل بكلماته خالدا فى الشعر العربى . و مع الشعر عشنا مع كلمات الراحل الكبير محمود درويش، إلقاء الشاعران أيمن مسعود وأحمد عبد الجواد ، و قصيدة " 4 عناوين شخصية " : حُرّيتي: أن أكونَ كما لا يريدون لي أن أكونَ وحريتي: أنْ أوسِّع زنزانتي: أن أُواصل أغنيةَ البابِ بابٌ هو البابُ: لا بابَ للبابِ لكنني أستطيع الخروج إلى داخلي و فى مقطعاً آخر : ومتُّ.. ومتُّ تمامًا فما أهدأ الموت لولا بكاؤك ما أهدأ الموتَ لولا يداكِ اللتان تدقّان صدري لأرجع من حيث متُّ أحبك قبل الوفاةِ، وبعد الوفاةِ وبينهما لم أُشاهد سوى وجه أمي شهادات أدبية قدم عدد من النقاد و المثقفين شهادات أدبية عن الراحل محمود درويش ، كما أهدوا إلى روحه قصائدهم و أنشدوا كلماته . تحدث الصحفى و الناقد سيد محمود عن سعادته بلقاء الراحل محمود درويش و محاورته ، ليسأله عن إلقاءه المميز الذى عُرف به ، هذا الصوت الذى ينسل إلى الروح بسهولة ، فأجابه قائلا : اقرأ للجميع و كأنما اقرأ لشخص واحد. أما عن سر الألوان التى أحبها درويش الأزرق و السماوى و الرمادى ، فقال أن سر حبه لتلك الألوان زوجته المصرية و كان يعزى حبه لهذة الألوان لزوجته المصرية ،تلك الألوان التى تعد انعكاسا لدرويش كما عبر محمود ليمثل الرمادى التشكك و الحذر فى شخصه ، و الثقة بالنفس الذى يمثله اللون الأزرق . و عن علاقة درويش بمصر قال سيد محمود أنها أول بلد عربى عاش فيها محمود درويش ، و الدولة المصرية بذلت جهدا كبيرا لاستدعاء محمود درويش فى لحظة تكوينه ، و عندما وصل للقاهرة أقيم له مؤتمر صحفى عالمى ، و كانت مصر وقتها تستعرض بذلك قوتها الناعمة ، و عين درويش صحفيا بجريدة الأهرام بقرار رئاسى من عبد الناصر ، ووضعه محمد حسنين هيكل فى مكتب به نجيب محفوظ و توفيق الحكيم . و عندما كان يسترجع درويش هذة الأيام كان يستدعيها بوجل ، و كان يشعر أن أكثر الكتاب ندية له " يوسف إدريس" لحبه للمصادمة ، فى حين كان يخشى درويش التعبير عن نفسه أمام توفيق الحكيم . وفى أحد المرات ألغى درويش عشاء مع وزير من أجل مبارة كرة قدم قائلا : " يزعل الوزير و لا يتعكر مزاجى " . من جانبه تحدث الشاعر محمود قرنى عن " محمود درويش هوية مجرحة و موت مؤجل " و قال أن أصدق تعبير عن شعر درويش ما قاله ناقد بريطانى " محمود درويش بدأ كلاسيكيا ثم تحول لشاعر شعبى " ، فهو بحق شاعر الضمير العام و فى الضمير العام ، هذا العاشق المطرود و المطارد و الآثم عندما يطلب العدالة تحت نيران الاحتلال ،أبداً لم ينافق أو يستخدم شعره فى مدح الحكام . و أضاف قرنى أن درويش كان من الشعراء المنظورون لأقدارا صعبة بين واجبه تجاه النفس و تجاه الناس ، و ميزة درويش أنه كان يعمل على كل نص و كأنه نصه الأول ، وما يتربحه من إبداعه كان يذهب لمعالجة الجرحى و المصابين. فيما ألقى فارس خضر قصيدة ألفها عن "محمود درويش" ، و ألقت فاطمة قنديل علينا بعض المقاطع من ديوان درويش " أثر الفراشة ". و فى الختام تم عرض الفيلم التسجيلى " كزهر اللوز " إخراج سعود مهنا ، إهداءا لروح الشاعر محمود درويش ، بالإضافة إلى فقرة من الإلقاء الجماعى من أشعار محمود درويش ألقاها الشعراء أيمن مسعود، وأحمد عبد الجواد، وسماح ناجح ، و أحمد خطاب ،مع قصائد " لاعب النرد " ، و " جدارية " ، و " على محطة قطار سقط عن الخريطة " التى نقرأ منها : لا قطار هناك.. لا أَحد سينتظر القطار بلادنا قَلْبُ الخريطة. قلبها المثقوبُ مثل القِرْش في سوق الحديد، وآخر الرُكَّاب من إحدى جهات الشام حتى مصر لم يرجع ليدفع أُجْرَةَ القنَّاص عن عَمَلٍ إضافيّ - كما يتوقع الغرباءُ. لم يرجع ولم يحمل شهادة موتِهِ وحياتِهِ مَعَهُ لكي يتبيَّن الفُقَهاءُ في علم القيامة أَين موقعه من الفردوس. كم كنا ملائكة وحمقى حين صَدَّقْنا البيارق والخيول، وحين آمنَّا بأن جناح نسر سوف يرفعنا إلى الأعلى! سمائي فكرةٌ.. والأرضُ منفايَ المُفَضَّلُ كُلُّ ما في الأمر أَني لا أُصدِّق غير حدسي. للبراهين الحوار المستحيلُ. لقصَّة التكوين تأويلُ الفلاسفة الطويلُ. لفكرتي عن عالمي خَلَلٌ يُسَبِّبهُ الرحيلُ. لجرحيَ الأبديّ محكمة بلا قاض حياديّ. يقول لي القضاة المنهكون من الحقيقة: كُلُّ ما في الأمر أَن حوادث الطرقات أَمْرٌ شائع. سقط القطار عن الخريطة واحترقتَ بجمرة الماضي، وهذا لم يكن غَزْواً! ولكني أَقول: وكُلّ ما في الأمر أَني لا أُصدِّق غير حدسي لم أَزل حيّا