أم عمارة الفدائية المجاهدة، هي أم الصحابيين عبد الله وحبيب ابنا زيد بن عاصم بن عمر، من أوائل من أسلمن، تزوجت في الجاهلية من زيد بن عاصم بن عمر، وأنجبت منه ولديها، وبعد أن رحل عنها تزوجها الصحابي غزية بن عمرو، دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبنائها فقال "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة". في المعركة شهدت أم عمارة مع زوجها وابنيها غزوة أحد وخرجت هي لتحمل قربة الماء وتسقي الجرحى، خالفت تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت إلى ساحة المعركة وقاتلت الكفار وجرحت عدد منهم، فتقول عن ذلك اليوم "خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء فانتهيت إلى رسول وهو في أصحابه والدولة والريح إلى المسلمين "أي النصر للمسلمين" فجعلت أباشر القتال وأذب عن الرسول بالسيف وأرمي القوس حتى خلصت إلى الجراح". قوة الإيمان ظلت الفدائية أم عمارة تجاهد وتخدم الإسلام في الحرب والسلم وشهدت مع الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية ويوم حنين، فقد كانت هي محببة للرسول لإيمانها واجتهادها وكان يزورها ليمضي عندها بعض الوقت، وذات يوم قربت له بعض الطعام ودعاها لتأكل فقالت له إني صائمة يا رسول الله، فقال لها "إذا أكل عند الصائم الطعام صلت عليه الملائكة". وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وارتداد المسلمين واتخاذ أبو بكر الصديق قراره بمحاربة الردة سارعت هي لأبي بكر تطالبه بالانضمام لجيوش المسلمين ومحاربة المرتدين فقال لها "لقد عرفنا بلاء في الحرب فاخرجي على اسم الله"، فخرجت تحارب ومعها ابنها حبيب بن زيد بن عاصم. مسيلمة الكذاب أبلت أم عمارة بلاءا حسنا وتعرضت للكثير من المخاطر وظلت هي مقدامة، ووقع ولدها أسيرا في يد مسيلمة الكذاب الذي قام بتعذيبه ليعترف به نبيا لكن ولدها حبيب ابن المرأة الفدائية أبى أن يستجيب ويخضع لتهديدات مسيلمة الكذاب الذي قام بقطع أعضاء ولد أم عمارة عضوا عضوا حتى مات قطعا بين يديه. خرجت أم عمارة معركة اليمامة بصحبة ولدها الثاني للثأر من قاتل ابنها حبيب ونصرة للإسلام، وشاء الله أن يقتل ابنها عبد الله مسيلمة الكذاب ويقتص لأخيه، ما أن علمت هي بمقتل مسيلمة حتى سجدت لله شكرا، ومضت عمرها بعد ذلك متعبدة لله حتى أسلمت روحها للباري.