يعد كتاب الفريضة الغائبة الذي ألفه المهندس محمد عبد السلام فرج الأساس الفكري الأول لتنظيم الجهاد حيث أن التنظيم لم يكتب تأصيلا فكريا وفقهيا وعقائديا مفصلا للاستراتيجية التي تبناها التيار سوي هذا الكتاب . وقد عرض الكتاب علي فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، بدار الإفتاء المصرية ربيع الأول 1402 هجرية - 3 يناير 1982م لبيان الحكم الشرعي فيه قائلا:" - الرجوع إلى لغة العرب فى فهم معانى القرآن واجب ، كما أن الإيمان شرعا هو التصديق بما وجب الإيمان به والإسلام هو النطق بالشهادتين والعمل بما جاء به الإسلام والبعد عما نهى عنه." وأوضح في رده في فتوي مطولة أن:" ارتكاب المسلم ذنبا من الذنوب مخالفا بذلك نصا من القرآن أو السنة لا يخرجه عن الإسلام ما دام معتقدا صدق النص ومؤمنا بوجوب التزامه به ولكنه يكون عاصيا فقط ،أما جحوده ما وجب الإيمان به فيكون به كافرا." وعن حكم تكفير المسلم قال أكد الشيخ : "من كفر مسلما أو وصفه بالفسوق ارتد عليه ذلك إن لم يكن صاحبه على ما وصف ،أما النزاع في شيء من أمور الدين يرد إلى الكتاب والسنة والعالمين بهما." أما عن الجهاد والذي اطلق عليه المؤلف "الفريضة الغائبة "فقال:" الجهاد نوعان جهاد في الحرب وهو مجاهدة المشركين بشروطه ويكون بالقتال وباليد وبالمال وباللسان وبالقلب ، وجهاد في السلم وهو جهاد النفس والشيطان والجهاد فى مواضعه ماض إلى يوم القيامة،- الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة في حالة احتلال بلاد المسلمين ويكون بكافة الوسائل، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (بعثت بالسيف بين يدى الساعة) صحيح ولكنه جاء مبينا لوسيلة حماية الدعوة عند التعدي عليها أو التصدي للمسلمين كما أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد جئتكم بالذبح) ليس المراد به المعنى الحقيقي للذبح وإنما المقصود به معنى مجازى هو التهديد." وفيما يتعلق بتكفير الحاكم قال الشيخ جاد الحق فى رده :" تكفير الحاكم لمجرد تركه لبعض أحكام الله وحدوده دون تطبيق لا سند له من القرآن أو السنة ولكنه يكون بذلك آثما ، وما جاء في الكتيب من أن أحكام الكفر تعلو بلادنا وإن كان أهلها مسلمين، مناقض للواقع، كما أن الإسلام لا يبيح الخروج على الحاكم المسلم وقتله، ما دام مقيما على الإسلام يعمل به حتى ولو بإقامة الصلاة فقط، أما إذا خالف الحاكم الإسلام، على المسلمين أن يتولوه بالنصح والدعوة السليمة، وإلا فلا طاعة له فيما أمر به من معصية أو منكر." وفيما يتعلق بتسمية الحاكم بالخليفة أوضح الشيخ جاد الحق :" الشورى أساس الحكم في الإسلام، والخليفة مجرد وكيل عن الآمة يخضع لسلطانها ،أما الخلافة والإمارة والولاية ورئاسة الجمهورية وغيرها من الأسماء مجرد اصطلاحات ليست من رسم الدين ولا من حكمه." أعدم محمد عبد السلام 1982م في قضية اغتيال الرئيس السادات فقد كان الكتاب بمثابة الركيزة الفكرية الأساسية لاغتيال الرئيس الراحل ،وبالتالي اعتبر كتاب الفريضة الغائبة دليلا هاما ضد محمد عبد السلام أفضت بإعدامه.