". المستشار الإعلامي للرئيس الأسبق مرسي:" المبادرة المصرية كتبها توني بلير بالتشاور مع جون كيري ونتنياهو سيف الدولة:"مصر تدعي بأنها طرف محايد ونزيه،وليس من حقها أن تطلق مبادرات." مدير بوزارة الأسرى بفلسطين:" المبادرة المصرية جاءت في سياق الدور المصري لحقن الدماء ووقف العدوان." ."أبو النور :" الأنظمة العربية لا تريد أن تتمخض الأزمة عن أي مكسب لغزة نكاية في حماس ".خبيرة في الشأن الإسرائيلي:" إسرائيل ترى أن المبادرة جيدة لأنها تحقق هدفها من نزع سلاح حماس أطلقت مصر يوم الاثنين الماضي مبادرة لوقف إطلاق النار على غزة، وقد نالت المبادرة استحسان وقبول من جانب العدوان الإسرائيلي الغاشم، في حين رفضتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس قائلة أنها مبادرة خنوع وركوع ولا تساوي الحبر الذي كتبت به. وقد أثارت المبادرة العديد من التساؤلات حيث اتهمها البعض بأنها قد ساوت بين الظالم والمظلوم،واعتبروها إدانة للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اتهمه رئيس الوزراء التركي رجب أوردوغان بالتحالف مع إسرائيل ضد غزة. فهل استطاعت مصر حقا بهذه المبادرة أن تبرأ ذمتها أمام العالم من دماء الشهداء على أرض فلسطين؟ وما الرسالة التي تريد إسرائيل أن تصل بها ؟وهل كانت الخلافات المصرية مع الإخوان سببا في رفض حماس لبنود المبادرة ؟وما السر وراء الصمت العربي الذي خيم تجاه القضية الفلسطينية؟ تحقق شبكة الإعلام العربية «محيط» في تفاصيل المبادرة المصرية وترصد الآراء المتباينة حولها اتهامات ضارية قال أحمد عبد العزيز المستشار الإعلامي للرئيس الأسبق محمد مرسي :"إن المبادرة المصرية لوقف العدوان على غزة كتبها توني بلير بالتشاور مع جون كيري ونتنياهو وتم إطلاقها من القاهرة لإظهار السيسي كصاحب دور أساسي في هذا الصراع، ولم تعلم بها حماس والمقاومة الفلسطينية إلا من الإعلام رغم أنها طرف أصيل في هذا الصراع." وتابع عبد العزيز في تصريحات خاصة ل «محيط»:"إن الهدف من إطلاق المبادرة على هذا النحو، والتعامل مع حماس والمقاومة بهذه الطريقة التي هي أقرب إلى إملاء الشروط هو إظهار الكيان الصهيوني وكأنه الطرف المنتصر، وإظهار المقاومة وكأنها الطرف الخاسر وليس أمامه إلا أن يقبل بهذه الشروط المهينة رغم أن الوقائع على الأرض تثبت أن إسرائيل هي من يتخبط بفعل الصدمة التي أحدثتها المقاومة بأساليبها النوعية التي فاجأت الجميع." وعن تبريره لموقف إسرائيل بقبولها أكد قائلا:" استجابة إسرائيل قد جاء وفق السيناريو المتفق عليه لإحراج حماس وليس لوقف العدوان على غزة." وأدان عبد العزيز الموقف العربي الذي لاذ بالصمت تجاه القضية الفلسطينية قائلا:"على الصعيد العربي، من الطبيعي ألا يكون هناك موقف عربي مشرف؛ لأن كل هذه الأنظمة تدار من واشنطن ولندن وتل أبيب، فضلا عن أن أصحاب النفط منها قد أعلنوا الإخوان المسلمين حركة إرهابية، وحماس هي جزء من الإخوان المسلمين فكريا وعضويا." إدعاءات باطلة ومن جانبه استنكر،المحلل السياسي والخبير في الصراع العربي الإسرائيلي، الدكتور محمد عصمت سيف الدولة المبادرة المصرية قائلا:" فقط إذا كانت مصر شريكة في المعركة مع فلسطين ضد إسرائيل سيكون لها كامل الحق في طرح مثل هذه المبادرة وسيكون لها الكلمة كما كانت في دفاعها عن الأراضي العربية." وأضاف سيف الدولة قائلا:" لكن مصر لا تفعل ذلك حاليا، بل هي الآن تستجيب لمطالب إسرائيل بهدم الأنفاق بين مصر وغزة، وبالتالي فليس من حقها أبدا أن تطرح مبادرات أو خلافه." وقد استعجب من الموقف المصري إزاء غزة ،وإدعاء مصر بأنها وسيط محايد ونزيه قائلا:" مصر تغلق معبر رفح أمام الفلسطينيين ،في حين أنها تفتح معبر طابا أمام الإسرائيليين،ثم تأتي وتدعي أنها وسيط محايد ونزيه بين فلسطين وإسرائيل!!" وأدان سيف الدولة الحكومة المصرية الحالية قائلا:" هناك قافلة إغاثة شعبية من 600 شاب للشعب الفلسطيني تم إيقافهم وإرغامهم على الرجوع وهذا لم يحدث عام 2012م ولا حتى في أيام مبارك." مساواة بين الظالم والمظلوم ويعتقد محمد محسن عبد النور ،محلل سياسي وباحث في العلاقات الدولية في تصريحات خاصة ل «محيط» أن المبادرة المصرية غير منصفة من حيث المبنى والمعنى قائلا:"لقد ساوت المبادرة بين العدوان الإسرائيلي على المدنيين العزل من السلاح في غزة ورد الفعل لكتائب المقاومة الفلسطينية على الإسرائيليين أي ساوت بين الظالم والمظلوم والبادئ والمدافع، وهو خلط واضح وقع فيه من صاغ عبارات المبادرة. " وأوضح عبد النور السبب وراء قبول إسرائيل قائلا:"من الطبيعي أن توافق إسرائيل عليها لأن فيها تضمين بأن المقاومة في غزة قامت بالاعتداء وأظهرت إسرائيل في موقف الضحية، وهو ما أرادته تل أبيب تماما." وتابع :" يبدو أن المبادرة صيغت في الأساس لخروج إسرائيل في رداء الطرف المنتصر سياسيا وإعلاميا أمام العالم." وأكد قائلا:" من الطبيعي أيضا أن ترفض كتائب المقاومة تلك المباردة لأنها وضعت أوراق اللعبة في يد نتنياهو وأظهرت حماس كمن لا سلطة له ولا شرعية في القطاع بأن تفاوضت مع أبو مازن فحسب الذي ليس له أية أهلية على الأرض في القطاع، وتجاهلت تماما اللاعب الحقيقي وهو المكتب السياسي لحركة حماس." وأكد عبد النور في تحليله للصمت العربي تجاه العدوان على غزة قائلا:"لا أحد من الأنظمة العربية يريد أن تتمخض الأزمة عن أي مكسب عسكري أو سياسي أو حتى إعلامي لغزة نكاية في حركة حماس التي تتولى إدارة القطاع منذ عدة سنوات، باعتبار أنها حركة قادمة من أرضية الإسلام السياسي الذي أصبح بمثابة فوبيا أصابت الأنظمة العربية باستثناء قطر مؤخرا، خوفا من ظاهرة المد على عواصم حكمها. " وعلى النقيض تماما ،فقد رحب عبد الناصر فروانة _ مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في دولة فلسطين_ بالدور المصري قائلا:" مصر هي عمقنا الإستراتيجي والعربي، ونثمًن دور الشقيقة مصر في دعم شعبنا وقضيته العادلة ومقاومته أيضا." وأضاف فروانة :"نحن لا ننسى دور الجيش المصري التاريخي في الدفاع عن فلسطين، وهذه حقيقة لا يمكن إغفالها أو القفز عنها أو حتى تجاهلها،وبالتالي نحن نرى بأن أي تهدئة لا يمكن أن تتم دون دور مصري، ولا نجاح وتثبيت للهدنة دون مصر العروبة، ولا نقبل بأي اتفاقية أو تهدئة أو هدنة تتجاوز مصر، هذا موقفنا الثابت منها." وقال :"كان من الخطأ الإعلان عن رفضها وقول (لا ) للشقيقة مصر ،لا سيما وأن المبادرة تحظى بموافقة وحاضنة عربية ودولية، وإنما كان من الممكن والأفضل تكتيكيا – من وجهة نظري- قبولها من حيث المبدأ والبناء عليها وتطويرها من خلال إيفاد الوفود إلى القاهرة لمناقشتهم والتشاور معهم والخروج باتفاق شامل بما يخدم المصلحة الوطنية العامة للشعب الفلسطيني." وتابع قائلا:" أعتقد أن إسرائيل تعاملت بشكل أفضل تكتيكيا وأظهرت نفسها وكأنها ترغب وتسعى للهدنة، بينما تفرض حماس عليها استمرار المواجهة وبذلك تحصل إسرائيل على شرعية دولية لاستمرار عدوانها على غزة." وفيما يتعلق بأسباب رفض حماس يقول فروانة :" أعتقد أن حماس ترى في المبادرة نهاية للجولة الحالية دون نتائج توازي حجم التضحيات ودماء الشهداء وبالتالي تريد التزامات واضحة تضع حد لهجمات إسرائيل المتواصلة على غزة ،والظروف تخدمها بعدما حققت ومعها فصائل المقاومة الأخرى الكثير من المفاجآت في المعركة، فضلا عن رغبتها في إدخال أطراف إقليمية كقطر وتركيا للعب دور في المنطقة في ظل توتر العلاقات بينها وبين مصر." غزة خارج الشفقة واستنكر فروانة ذلك الصمت العربي الغير مبرر قائلا:" نحن نميز ما بين هذا الموقف وذاك الصمت العربي أو الإسلامي، ولا نستطيع وضع الكل في سلة واحدة، ولا يمكن لنا أن نخلط الحابل بالنابل، فهناك مواقف عربية، رسمية وشعبية، تستحوذ على اهتمامنا وتحظى بتقديرنا، وهناك صمت غير مبرر من قبل بعض الأطراف العربية يستوجب التوقف حياله." وتابع فروانة:"غزة لا تريد كيسا من الطحين أو صندوقا من الدواء، غزة خارج الشفقة والإغاثة، تنادي الرجال شمالا وجنوبا، غربا وشرقا، وتقول: لا أريد شيئا، القلب ينبض، الشرايين دافقة، المطلوب أن تحموا جرحا في الخاصرة." مسرحية هزلية ومن جانبها تقول رانيا فوزي محللة سياسية في الشأن الإسرائيلي :"إن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار على غزة تأتي من منطلق تحمل مصر لدورها المحوري حيال القضية الفلسطينية الذي حملته على كاهلها منذ إعلان ما تسمي بدولة إسرائيل، فالمبادرة من الناحية الشكلية جيدة وتهدف لوقف نزيف الدم الفلسطيني في المقام الأول،حتى لا يزايد أحد من المتربصين لمصر وجيشها ويقذفهم باتهامات بطالة كحماية أمن إسرائيل كما تروج اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية." وتابعت :"إسرائيل من مصلحتها أن تظل حماس باقية لخدمة مصالحها في الخروج من مأزقها السياسي والمشكلات الداخلية التي تهدد شعبية نتنياهو،فالحرب تجمعهم والسلام يفرقهم وهي المعلومة التي أدركها الرئيس الراحل أنور السادات ولكن لم يدركوها العرب الذين تاجروا بالقضية الفلسطينية، فلو كانت إسرائيل تنوي جديا القضاء على حماس لقضت عليها وعلى جميع عناصرها." وتساءلت مستنكرة :" لماذا لم تجرأ إسرائيل حتى الآن على اغتيال إسماعيل هنيهة هل هو ببعيد عنها كما اغتالت الشيخ ياسين؟! فمع كل الاحترام للمقاومة الفلسطينية فصواريخها لا تغني ولا تثمن من جوع فهي تسقط على أرض خالية ولا تسبب أية أضرار فهي محاولة لإثبات الذات وإحراج الرئيس الفلسطيني أبو مازن ليظهر أمام شعبه بأنه ضعيف ولا يقدر على حمايته ." وفيما يتعلق بموافقة إسرائيل على المبادرة المصرية قالت:"إسرائيل ترى أن المبادرة جيدة لأنها تحقق هدفها من نزع سلاح حماس وهي على ثقة بالشريك المصري في الوساطة ." وتحلل فوزي موقف إسرائيل قائلة :" اعتقد أن إسرائيل قبل طرح المبادرة المصرية كانت قد وضعت شروط مسبقة لوقف عملية الجرف الصامد قبل أن تتوسع العملية إلى التدخل العسكري برا ، بأنه يجب نزع سلاح حماس نهائيا فعملية الجرف الصامد هذه المرة تختلف تماما عن العمليتين السابقتين :الرصاص المصبوب، وعمود السحاب ، فهذه المرة إسرائيل عازمة على عدم تسكين الألم مهما كلفها ذلك ، وكان من ضمن شروطها لوقف العدوان على غزة ،الوساطة المصرية إلى جانب ضمانات من الغرب بنزع سلاح المقاومة لضمان أمن إسرائيل ." وتؤكد فوزي أن المبادرة تخدم الطرفين قائلة:" إن المبادرة تخدم مصالح الطرفين إذا كان هناك نية حقيقة منهما لوقف إطلاق النار وإنهاء سيناريو المسرحية الهزلية المتكررة من بعد تولي حماس الحكم في غزة وانقلابها على السلطة الفلسطينية عام 2006 ."