المبادرة المصرية تحت القصف

استمر العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، أمس، بعد ساعات من إعلان المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التى قبلتها الحكومة الإسرائيلية، وتحفظت عليها فصائل المقاومة، فى الوقت الذى ارتفع فيه عدد ضحايا العدوان إلى 192 شهيدًا وأكثر من 1410 جرحى.
واستأنفت إسرائيل غاراتها استجابة لأوامر رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بالرد على استمرار إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع، بعدما كانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة أعلنت، صباح أمس، موافقتها على اقتراح التهدئة المصرى.
واعتبر نتنياهو المبادرة المصرية «فرصة لنزع سلاح قطاع غزة عبر السبل الدبلوماسية»، مؤكدًا أن جيش الاحتلال مستعد لمضاعفة أنشطته العسكرية إذا استمر إطلاق الصواريخ.
فى المقابل، تباينت ردود أفعال الجناحين العسكرى والسياسى لحركة حماس تجاه المبادرة، وأعلنت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكرى للحركة، رفضها المبادرة، فيما قال سامى أبوزهرى، المتحدث باسم الحركة، إنها ترفض وقف إطلاق النار «دون التوصل لاتفاق شامل»، وأكد القيادى فى الحركة موسى أبومرزوق أن المبادرة لاتزال موضع دراسة من قادة الحركة. وشدد إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسى ل«حماس»، على التمسك بمطلب رفح الحصار كاملًا عن قطاع غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية والقدس.
وتشابهت التباينات داخل «حماس» مع الموقف داخل حركة الجهاد الإسلامى التى أعلن جناحها العسكرى «سراى القدس» الاستمرار فى إطلاق الصواريخ، بينما قال خالد البطش، القيادى بالحركة، إنها تدرس المبادرة وسترد عليها بشكل موحد مع حماس.
على الصعيد الدبلوماسى، رحب كل من الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وجامعة الدول العربية، ومبعوث الرباعية الدولية لعملية السلام، تونى بلير، بالمبادرة المصرية. وأعلن سفير فلسطين فى القاهرة، جمال الشوبكى، أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس سيصل إلى القاهرة، اليوم، فى زيارة رسمية يلتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقال مصدر دبلوماسى مصرى مسؤول ل«المصرى اليوم» إن مصر تلقت ردود أفعال إيجابية من أطراف عربية ودولية، وتنتظر الآن موقف الفصائل الفلسطينية.