دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المجتمع الدولي إلى الوقوف صفا واحدا لمواجهة عمليات تنظيم "الدولة الاسلامية" (الشهير بداعش) ضد المسيحيين في مدينة الموصل (شمال). وقال المالكي في بيان صدر عن مكتبه وصلت الأناضول نسخة منه، إن "ما تقوم به عصابات داعش الإرهابية ضد مواطنينا المسيحيين في محافظة نينوى واعتدائهم على الكنائس ودور العبادة في المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم، إنما تكشف بما لا يدع مجالا للشك الطبيعة الإجرامية والإرهابية المتطرفة لهذه الجماعة وما تشكله من خطر على الانسانية وتراثها المتوارث عبر القرون". وأضاف أن "هؤلاء يؤكدون بهذه الجرائم وأمثالها هويتهم الحقيقية، ويكشفون عن زيف الادعاءات التي تصدر هنا وهناك بوجود ما يسمى بالثوار أو غيرهم بين صفوفهم". ودعا المالكي "العالم أجمع إلى تشديد الحصار على هؤلاء والوقوف صفا واحدا لمواجهتهم"، مطالبا أجهزة الدولة "لتوفير جميع مستلزمات الحياة الكريمة لهؤلاء المواطنين الاعزاء الذين عاشوا بأمان وسلام في هذه المحافظة وغيرها من المحافظاتالعراقية، منذ مئات السنين". وأمهل تنظيم "الدولة الإسلامية" (الشهير بداعش) في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، المسيحيين المتواجدين في المدينة مهلة أسبوع انتهى ظهر السبت، لبيان موقفهم من "الدولة". ووضع التنظيم ثلاث خيارات أمام المسيحيين في الموصل وهي إما مغادرة المدينة، أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو إعلان الإسلام. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحون سنة متحالفون معه على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (شمال) بالكامل من بينها مدينة الموصل، في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار غربي العراق. فيما تمكنت القوات العراقية من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة.