يعود الرئيس العراقي جلال طالباني اليوم السبت إلى العراق بعد أكثر من عام ونصف عام من العلاج في ألمانيا في وقت تواجه وحدة بلاده اخطر تحدياتها في ظل هجوم المسلحين المتطرفين والأزمة السياسية المتفاقمة والنزعة الكردية نحو الانفصال. وجاء في بيان رسمي نشر على موقع رئاسة الجمهورية أمس الجمعة ان "رئيس الجمهورية جلال طالباني سيصل إلى ارض الوطن يوم السبت التاسع عشر من تموز بعدما من الله تعالى بالشفاء لفخامته وإتمام العلاج في البلد الصديق ألمانيا من العارض الصحي الذي مر به". وأضاف البيان أن طالباني الذي سيصل إلى مدينته السليمانية في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي سيؤدي "بكل المسؤولية المعروفة عنه مهامه وعمله رئيساً لجمهورية العراق". وغادر طالباني في 20 كانون الأول (ديسمبر) 2012 إلى ألمانيا لمتابعة علاج من جلطة دماغية، وقد نشرت صور له منذ ذلك الحين وهو يتحدث مع أفراد عائلته في المكان الذي كان يتلقى فيه العلاج. ويعود طالباني إلى العراق قبل يوم واحد من إغلاق البرلمان باب الترشح لرئاسة الجمهورية، وفي وقت تخوض الأطراف السياسية مفاوضات شاقة بهدف التوصل إلى اتفاق حول هذا المنصب وحول منصب رئيس الوزراء والمضي في تشكيل حكومة جديدة. وبحسب العرف السياسي السائد في العراق والذي لم ينص عليه الدستور فان رئيس الجمهورية يكون كردياً، ورئيس الوزراء شيعياً، ورئيس البرلمان سنياً. ويظلل تمسك رئيس الوزراء نوري المالكي بمنصبه المشهد السياسي بعدما أكد انه لن يتنازل "أبدا" عن السعي للبقاء على رأس الحكومة لولاية ثالثة، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية له والاتهامات الموجهة إليه باحتكار الحكم وتهميش السنة. وفي هذا السياق، دعا السيد احمد الضافي ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء "إلى الإسراع في اختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوقيتات الدستورية". وجاء ذلك في وقت يتعرض العراق منذ أكثر من شهر لهجوم كاسح يشنه مسلحون متطرفون سنة يقودهم تنظيم "الدولة الإسلامية" تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة من شمال وشرق وغرب البلاد، مؤكدين نيتهم الزحف نحو بغداد ومدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين.