خالد عمر مدير المركز الثقافي اليمني طوال فترة الحرب الأخيرة في صعده والناس هنا في مصر لا يكفون عن السؤال للاطمئنان على أحوال اليمنيين، والدعاء بأن يعم الأمن والسلام أرجاء اليمن.
مشاعر صادقة يُعبر عنها عامة الناس أينما وجدتهم، المثقف والأديب والصحفي، البقال والحلواني والفران وسائق التاكسي.. الجميع يسأل باهتمام ويحاول أن يفهم سر ولغز هذه الحرب؟ ثم يُنهي الواحد منهم حديثه بالدعاء لليمن بأن يُجنبها الله الفتن والمؤامرات.
صديقي الرائع أسامة سلامة الأكوع واحد من أجمل صور الشهامة والأخلاق المصرية كان دائم التواصل معي ودائم السؤال عن اليمن وأهلها وأهله من بني الأكوع الذين عرّفته على الكثير منهم وآخرهم المبدع الرائع علي محسن الأكوع.
وسبق له التعرف على علامة اليمن ومؤرخها الكبير الراحل إسماعيل بن علي الأكوع، وهو في كل ذلك يشعر بأنه واحد منا وأنه ينتمي إلى أسرة بيت الأكوع اليمنية ويعبِّر عن وده وصداقته لكل من يتعرف عليه من أبناء اليمن، وهو تعبير عن مشاعر النقاء والألفة التي يتميز بها المصريون.
الأسبوع الماضي وبعد إعلان وقف إطلاق النار في صعده بادرت صحيفة الأهرام بنشر صورة على صدر صفحتها الأولى لمجموعة من السياح الأجانب وهم يتنقلون بأمان في المناطق الشمالية من اليمن كما جاء في التعليق أسفل الصورة، والصورة والخبر إشارة لا تخطئها العين لرغبة الأشقاء في الإسهام في صنع صورة جديدة لليمن بعد هذه الحرب القاسية التي ظلمت اليمن وعمّقت جراحها وآلامها.
مصر بلد سياحة بامتياز وان كانت لاتستغل حتى الآن كل مقوماتها السياحية الأثرية والثقافية، والمصريون يعرفون قيمة السياحة ودورها في التنمية والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، ويعرفون جيدا تأثير الحروب والإرهاب والفتن الداخلية على هذا المورد الاقتصادي المهم..
ولذلك حين يعطون الأولوية لنشر صورة عن السياحة في مناطق شمال اليمن، تليها أيام متتالية من الحديث عن التقدم في أعمال اللجان الميدانية في جبهات القتال والهدوء الذي يسود هذه الجبهات فإن هذا العمل الصحفي علاوة على انتمائه للمهنة فانه يمتزج بمشاعر الحب لليمن والخوف عليه والحرص على دفع الأمور بالاتجاه الصحيح..
فالخبر والتقرير والمقال مجرد حروف، لكن النقاط التي نضعها عليها هي التي تعطي للحروف والكلمات المعنى الذي نريد إيصاله للناس.
أود أن أحيِّي عبر هذه الكلمات صحيفة الأهرام التي مازالت صحيفتي الأولى والمفضلة في عالم ملأه كمٌ هائلٌ من المطبوعات والصحف، وأحيي مراسلها في صنعاء الصديق إبراهيم العشماوي الذي ينتمي لأصول المهنة وأخلاقياتها، مثلما ينتمي إلى عالم الحب والإخاء اليمني المصري، وتدعيم كل ماهو ايجابي، وتعزيز علاقات الشعبين الشقيقين..
كما أن التحية واجبة لكل إخوتنا في مصر الحبيبة الذين يُحيطوننا دائما بمشاعرهم ونبلهم وخوفهم على بلادنا ووحدتنا ودعائهم دائما بأن يحفظ الله اليمن ويجنبها كل مكروه.