علاج جيني جديد لخلق مٌنظم لضربات القلب بيولوجياً

يعكف فريق من العلماء على إنشاء منظم لضربات القلب بيولوجياً دون الحاجة إلى بطاريات عن طريق حقن الجينات المطلوبة في قلب مجموعة من الخنازير المريضة والتي نجحت في تغيير خلايا القلب العادية إلى نوع خاص يعمل على تنظيم ضربات القلب وجعلها بإيقاع ثابت.
وتعد هذه الدراسة الرائدة المنشورة في مجلة "ساينس " العلمية على مقربة خطوة من تطوير بديل لأجهزة ضبط نبضات القلب الإلكترونية التي يتم زرعها في نحو 300 ألف مريض أمريكي سنوياً، وفقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
وقال الدكتور إدوارد ماربان مدير معهد القلب "سيناي" في لوس أنجلوس والمشرف على تطوير الأبحاث: "إن هناك حاجة ماسة إلى منظم ضربات القلب إلا أنه لايمكن الحصول عليه بصورة آمنة، حيث يبشر هذا التطور بعهد جديد من العلاج الجيني، الذي يمكن خياراً آمناً آخر للمرضى".
وتعتمد ضربات القلب الخاصة بك على منظم ضربات القلب الطبيعي، الذي يشكل من مجموعة صغيرة من الخلايا، ولكن في حجم حبة الفلفل والتي تسمى "العقدة الحبيبية الأذينية"، التي تولد النشاط الكهربائي، وتعمل بمثابة بندول إيقاع للحفاظ على نبضات القلب مابين 60 و100 ضربة في الدقيقة أو نحو ذلك، ليزداد هذا المعدل في حال ممارسة النشاط الحركي.
وأوضح ماربان أن حوالي 2% من المشاركين في الدراسة قد تعرضوا لعدوى تتطلب نزع منظم ضربات القلب لعدة أسابيع حتى تتمكن المضادات الحيوية من القضاء على الجراثيم، فضلاً عن أنه فى بعض الحالات قد تتعرض بعض الأجنة إلى خطر الوفاة أثناء الولادة عند تعثر ضربات قلبهم، وهى الحالة المعروفة بإسم "كتلة القلب الخلقية".
ولأكثر من عقد من الزمان، عكفت عديد من فرق الباحثين على تطوير أبحاثهم لخلق بديل بيولوجي قد يساعد مرضى عدم إنتظام ضربات القلب، وتسعى من خلال استغلال الهندسة الوراثية لإستخدام الخلايا الجذعية لتحفيز نمو عقدة الحبيبية الأذينية الجديدة .
وتعد أبحاث ماربان هى الأحدث في هذا الصدد وتستخدم العلاج الجيني لإعادة برمجة عدد صغير من خلايا عضلة القلب القائمة بحث تبدأ في العمل مثل خلايا تنظيم ضربات القلب الطبيعية.
وبسبب التشابه بين قلوب الخنازير وقلوب البشر، لجأ فريق "ماربان " لدراستها على مجموعة من 12 خنزير في المختبر خاصة مع إيقاع القلوب المعيبة.
وقد استخدم الباحثون جين يعرف بإسم "TB 18" يلعب دوراً هاماً في التطور الجنيني من العقدة الجيبية الأذينية، حيث تم حقن الجين في بعض قلوب الخنازير، ليتم تتبعهم ومراقبتهم لمدة أسبوعين.
وبعد مرور يومين، لوحظ أن قلوب الخنازير بدأت تنبض بمعدلات أسرع بالمقارنة بالخنازير الذين لم يتم حقنهم بهذا الجين.