يقضي الاف السائحين الاوربيين والامريكيين ايام شهر رمضان في دول الخليج مستفيدين من الخصومات الكبيرة التي تمنحها المدن السياحية الخليجية خلال شهر الصوم ، حسبما ذكرت وكالة الانباء الالمانية (د.أ.ب). وبات من اللافت مشاهدة سائحين من المانيا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة وبريطانيا وهم يعيشون اجواء رمضان في دبيوابوظبيوالدوحة ومسقط، فكثير من النساء الغربيات يرتدين الحجاب احتراما للمسلمين ومشاركة للنساء العربيات في ازيائهن، وكثير من السائحين الاوربيين والاسيويين من المسيحيين والهندوس والبوذيين يمتنعون عن تناول الطعام، ليشاركوا المسلمين الافطار وقت المغرب. ويروي المستثمر العقاري رامز الخياط، الذي يملك عددا من المطاعم وشركات سياحة في قطر، ان المطاعم تشهد وجودا كبيرا للسائحين الغربيين وقت الافطار، اذ يحرصون على مشاركة المسلمين تناول الافطار في اجواء رمضانية. وذكر أن مطعم "لؤلؤة الشرق" الذي يعد الاكبر في الدوحة حيث يستوعب 1500 شخص، يشهد اقبالا كبيرا من السائحين الغربيين وقت الافطار، الذين يطلبون المشروبات الرمضانية مثل قمر الدين والحلويات الشامية والشرقية ، مشيرا الى أن موائد السحور تشهد اقبالا كبيرا ايضا من جنسيات مختلفة خصوصا مع عروض الاسعار المميزة خلال الشهر المبارك. ولفت الى أن السائحين يستمتعون بالوجبات الرمضانية على مشهد نافورة لؤلؤة الشرق التي تعد احد أكبر نوافير الخليج، حيث تقذف المياه لمسافة 25 مترا على شكل أشجار نخيل . ويستقبل مطعم "دامسكا" في الدوحة عددا كبيرا من الغربيين الذين يطلبون الوجبات الرمضانية الى جوار العرب والمسلمين، ويستمتعون بأجواء السهر العربية، ويلتقطون الصور التذكارية مع الفوانيس والزينة الرمضانية. وذكر الخياط أن شركات السياحة الخليجية تستقبل طلبات كبيرة لسائحين يرغبون في زيارة دول الخليج للاقتراب من عادات شهر رمضان. ولفت الى أن شركة "جوري" للسياحة والسفر في قطر نظمت عددا كبيرا من الرحلات السياحية لوفود غربية الى الدوحة خلال رمضان، بالتزامن مع تنظيم رحلات للمسلمين إلى مكةوالمدينة في السعودية وقضاء رمضان في الاراضي المقدسة. وفي دبي، ينظم فندق برج العرب (الفندق الأفخم في العالم) سهرات رمضانية تستقبل سائحين من مختلف الجنسيات. وقالت إدارة الفندق في بيان "وفر برج العرب للسائحين عناصر الديكور ذات الطابع العربي الأنيق والعزف الحي للموسيقى العربية ليعيشوا اجواء شهر الصوم". ويشير راؤول سالسيدو مدير عام منتجع "الريتز كارلتون" دبي الى أن كثيرا من السائحين غير المسلمين يستمتعون بأجواء رمضان التي تشتهر بها فنادق الخليج ، لافتا الى أن الفوانيس الرمضانية تعد أحد المعالم التي تتزين بها الفنادق، وتستقطب مئات السائحين لالتقاط الصور الى جواره. وقال "الكثيرون يمتنعون عن الاكل حتى موعد الافطار ليشاركوا المسلمين يومهم، وهو امر اثار دهشة واعجاب الصائمين في المدينة". وفي ابوظبي يطل فندق "ريتزكارلتون" على مسجد الشيخ زايد الذي يعد ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين، ووقت المغرب يصطف نزلاؤه من السائحين الغربيين على النوافذ ليشاهدوا انعكاس ضوء الشمس على مآذن المسجد والاستماع للمدفع والآذان ، معبرين عن سعادتهم الكبيرة لرؤية هذه المشاهد الدينية، ويقبل كثيرون منهم على زيارة المسجد في جولات سياحية. ويقول بيب لوزانو المدير العام للفندق، إن شهر رمضان يعتبر أحد الأشهر الأكثر أهمية لدينا ويقصد العديد من السياح الإمارات في هذه الفترة للتعرف على الحضارة العربية والاسلامية واختبار التجربة الرمضانية بكافة تفاصيلها. واضاف "تجذب زينة خيمة ألف ليلة وليلة ووجبة السحور التي يقدمها الفندق والتي تشمل أطباق محلية كطبق أم علي وكفتة لحم الجمل ومثلجات لبن الجمل وموسيقى آلةالقانون والعود، مئات السائحين وتنطبع ذكريات الشهر الفضيل في أذهانهم". الى جانب ذلك، يعيش الاف السائحين شهر رمضان في الفنادق الصحراوية بالخليج، حيث يستقبل فندق "بانيان تري" في إمارة رأس الخيمة عددا كبيرا من السائحين الذين يقضون شهر الصوم في خيام عربية بالصحراء، وهي حياة اشبه بحياة العرب قبل مئات الاعوام. وقال مدير الفندق مارسيل أوستينبريك إن السائحين يتمتعون بأجواء رمضان كما كان يعيشها المسلمون الاوائل في الصحراء، حيث يتناولون وجبات الطعام على مشهد الغروب خلف كثبان الرمال. بينما ينظم منتجع المها الصحراوي في دبي، رحلات بالجمال في الصحراء، ليعيش السائحون حياة العرب القديمة اثناء شهر رمضان. ويقول مدير الفندق باتريك انطاكي "كثير من السائحين يقبلون على الفندق في شهر رمضان لحرصهم على معرفة تفاصيل شهر الصوم وكيف يقضيه المسلمون، الى جانب حرصهم على الاسترخاء في اجواء الصحراء والشمس العربية التي يفتقدونها في بلادهم".