الإمارات العربية المتحدة هي دولة عربية اتحادية تقع في شرق شبه الجزيرة العربية بجنوب غرب قارة آسيا، وتطلّ على الشاطئ الجنوبي للخليج العربي. لها حدود بحرية مشتركة من الشمال الغربي مع دولة قطر، ومن الغرب مع المملكة العربية السعودية، ومن الجنوب الشرقي مع سلطنة عُمان.
تأتي تسمية الإمارات نسبة إلى الإمارات السبعة التي شكّلت اتحادا فيما بينها، وهي: إمارة أبو ظبي، وإمارة دبي، وإمارة الشارقة، وإمارة رأس الخيمة، وإمارة عجمان، وإمارة أم القيوين، وإمارة الفجيرة.
المسلمون في الإمارات منطقة الإمارات لم تكن معروفة في صدر الإسلام بهذا الاسم؛ فقد كانت من جملة شرق الجزيرة العربية المعروفة بعمان، وكان يحكم هذه المناطق عند ظهور الإسلام جيفر وعبد ابني الجلندي؛ فأرسل إليهما النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بكتاب يدعوهما فيه إلى الإسلام؛ فأجاباه ودخل الناس بعد ذلك في دين الله أفواجا.
ويعتنق جميع أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة الإسلام، ويعدّ المذهب المالكي الأبرز انتشارا في إماراتي أبو ظبي ودبي الأكثر سكانا، بالإضافة إلى وجود أقلية شيعية تقدّر بحوالي 15% من الذين يتبعون المذهب الشيعي، أمّا الوافدون العرب فتتعدّد معتقداتهم ما بين المذاهب الإسلامية المختلفة ومنهم من يدينون بالمسيحية.. تنتشر المساجد والجوامع ومصليات العيد في مختلف أنحاء البلاد لخدمة المسلمين بجميع مذاهبهم، كما يوجد عدد من الكنائس ودور العبادة لخدمة ديانات متعددة أخرى؛ حيث تعيش في الدولة أعداد كبيرة من الناس يعتنقون المسيحية بمختلف طوائفها والهندوسية وغيرها، وتسمح لهم الدولة بأداء شعائرهم الدينية بكل حرية كل في دار عبادات خاصة.
رمضان في الإمارات تبدأ الأجواء الرمضانيّة في الإمارات قبل قدوم الشهر الفضيل، وفي عشية الخامس عشر من شهر شعبان، والذي يُطلق عليها "حق الليلة"، يرتدي الطفل الإماراتي أفضل ما لديه من الملابس، وينتقل من بيت إلى آخر، ويقوم بالغناء وإلقاء القصائد. ويكون في انتظارهم الجيران ومعهم الحلويات والمكسّرات؛ حيث يقوم الأطفال بجمعها في حقيبة مصنوعة من قماش خاص مطرز بأشكال تقليدية.
وخلال شهر رمضان، تجتمع الأسرة في بيت العائلة لتناول الإفطار، وتتركز الحياة الاجتماعية في بقية أيام الشهر على تبادل الزيارات، وحسن الضيافة، وصلة الأرحام، وتوزيع الصدقات، كما يقوم الناس برعاية الخيم الرمضانية التي يقيمونها بهدف تقديم وجبات الإفطار مجانا إلى الفقراء والمحتاجين.
وتقوم جهات عديدة بجمع أموال الزكاة والصدقات، ومن تلك الجهات: الهيئة العامة للشئون الإسلامية، والأوقاف، وصندوق الزكاة، والهلال الأحمر الإماراتي.
ويتميّز شهر رمضان المبارك في دولة الإمارات، بعادات وتقاليد المسلمين الوافدين الذين يضفون على الشهر الكريم نكهة بلدانهم، الأمر الذي يجعل من شهر الصوم في هذا البلد لوحة جميلة تحوي مشاهد رمضانية لمختلف الدول والأقليات الإسلامية حول العالم من المغرب العربي وحتى الهند ومناطق شرق آسيا؛ حيث يستقبل الناس الشهر بالزيارات العائلية بين الأهل والأقارب, وشراء كل اللوازم تصاحبها فرحة للأطفال بهذا الضيف الجديد والذين يظهرون فرحتهم به، ويخرجون للعب في الساحات، إضافة إلى وجود حركة في الأسواق والمحال التجارية.
ويعرف عن المجتمع الإماراتي أنه ما زال يحافظ على الكثير من الطقوس الرمضانية، والتي اكتسبها عن طريق الأجداد، إضافة إلى ذلك تقام قاعات خاصة للإفطار الجماعي؛ حيث يتم الاستقبال بابتسامة عريضة مع ترحيب حار قائلين: "رمضان كريم وعساكم من عوّاده"، هذه المقولةٌ تتردّد على ألسنة الناس مع بداية شهر الصيام.
وفيما يتعلّق بالأكلات الرمضانية التي تشتهر بها المائدة الإماراتية؛ فإن الهريس تأتي في مقدّمتها، كما تشتهر المائدة الإماراتية بالثريد والسمبوسة والأرز بمختلف أنواعه سواء المكبوس أو البرياني.
ولدولة الإمارات نصيب وافرٌ من تقديم الوجبات الخيرية على الصعيدين الداخلي والخارجي، أمّا على المستوى الداخلي ففي أغلب المساجد تجد فيها الموائد العامرة بالأطعمة المتنوّعة، والتي توزّع من قِبل الجهات الخيرية والمؤسسات الحكومية خصوصا من جمعية الهلال الأحمر الإماراتي، وعلى الصعيد الخارجي تقوم هيئة الهلال الأحمر بتقديم المساعدات والمواد الغذائية إلى بعض الدول الإفريقية والآسيوية الفقيرة.
كذلك يتم نصب الخيام في الشواطئ والبراري للجلوس هناك والترويح عن النفس بعد إتمام العبادة، ويتلذّذ الناس بهجر البنيان والعودة إلى الأصالة، وعادة ما تكون هذه المجالس مجهّزة بوسائل الراحة، ويدور فيها الحديث عن مختلف جوانب الحياة، ويفضّل الكثيرون ممارسة أنواع الرياضة لتساعدهم على هضم المأكولات.
ويوجد في الإمارات ما يُسمّى ب"المهرجانات الرمضانية"، وهي مهرجانات شرائيّة تُنصب فيها الخيام، ويأتي فيها البائعون من الداخل والخارج، ويتقاطر الناس من كل مكان ليشاهدوا الجديد والغريب من البضائع والمنتجات، لا سيما الباعة الصينيون الذين تميزوا عن غيرهم بالأدوات المبتكرة والمتميزة، ويصاحب هذه المهرجانات وجود ألعاب ترفيهية للأطفال.