دعا الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إلى عدم تكرار الحج والعمرة خاصة في هذه الفترة التي تجرى فيها "مشروعات جبارة وتوسعات تاريخية بالمسجد الحرام وإفساح المجال لمن لم تتح لهم فرصة أداء المناسك. جاء هذا في تصريح لوكالة الأنباء السعودية اليوم ، دعا فيه أيضا المسلمين أن يراعوا الأخذ بنسب تخفيض أعداد القادمين لأداء المناسك خلال هذه الفترة، وذلك حفاظا على أرواحهم وسلامتهم، وإتاحة الفرصة لمن يؤدي المناسك ان يؤديها بكل يسر وسهولة وأمان وراحة واطمئنان. ودعا السديس المسلمين إلى "عدم تكرار الحج والعمرة خاصة في هذه الفترة وإفساح المجال لإخوانهم الذين لم تتح لهم فرصة أداء المناسك، حفاظا على أرواحهم وسلامتهم وليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان وراحة واطمئنان". كما دعا المسلمين أيضا "أن يراعوا الأخذ بنسب تخفيض أعداد القائمين لأداء المناسك خلال هذه الآونة المحدودة . مشيرا إلى انه "من المقاصد الشرعية المعتبرة حفظ النفس وعدم الإلقاء بها إلى التهلكة". وقال السديس إن هذه الدعوة تأتي: "نظرا لما يشهده المسجد الحرام في هذه الأيام من مشروعات جبارة وتوسعات تاريخية طموحة تهدف إلى التيسير على الحجاج والمعتمرين في أداء شعيرة الطواف والذي سيحدث بعد انتهائه قفزه مهمة ونقله نوعيه في مستوى منظومة الخدمات التي تقدمها الدولة وفقها الله للمسجد الحرام وقاصديه الكرام". وأضاف: "نعلم ونشاهد جميعاً أن العمل في هذا المشروع العملاق لازال جارياً على قدم وساق، مما ترتب عليه ضيق مساحة المطاف وازدحام وتكدس الطائفيين، الأمر الذي قد يسبب ضررا على أمنهم وسلامتهم وخطراً على راحتهم وصحتهم لاسيما وقد تفرع عن هذا المشروع مشروع آخر مهم وهو الجسر المعد لذوي الاحتياجات الخاصة والذي سيأخذ حيزا كبيراً من المطاف، وسيؤثر على عدد الطائفيين". وبين أن "المطاف قبل المشروع كان يتسع لقرابة 48 ألف طائف في الساعة، وفي أثناء المشروع إلى 22 ألف طائف في الساعة وبعد نهاية المشروع سيستوعب 105 آلاف طائف في الساعة". وبين السديس أن "الضرورة الشرعية والمصلحة العامة، تقتضي تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي حتى يتم الانتهاء من هذه المشروع". وأكد السديس أن دعوته هذه موجهة أيضاً لقادة الأمة وعلمائها في تعزيز ما رآه ولاة الأمر في المملكة في ذلك الأمر، وأن يبينوا للمسلمين أسباب هذا التوجه الحميد وآثاره النافعة، لاسيما وأنه أمر مؤقت ومحدود بمده زمنيه قصيرة, مراعاة لفقه الأولويات والمصالح، التي يجب أن يعيها المسلمون، خصوصاً الحجاج والمعتمرون والزائرون. وأهابت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمسلمين من داخل المملكة وخارجها إلى مراعاة التقيد بخفض النسب في أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين، مؤكداً أن هذا الأمر استثنائي ومؤقت ريثما ينتهي هذا المشروع الرائد قريبا. وكانت السعودية قررت خلال موسم الحج الماضي تخفيض عدد حجاج الداخل بنسبة 50%، وعدد حجاج الخارج بنسبة 20% من العدد الإجمالي لحجاج العام الماضي، بسبب أعمال التوسعة التي يشهدها الحرم المكي، وأعمال توسعة المطاف. وكان مشروع توسعة المطاف الجاري العمل به حاليا ، قلص السعة الاستيعابية من 48 ألف طائف في الساعة إلى 22 ألف طائف قبيل الإعلان عن افتتاح المرحلة الأولى من التوسعة. ويركز المشروع على توسعة صحن الطواف وإعادة بناء وتأهيل الأروقة المحيطة به في كافة الأدوار على ثلاث مراحل في خمسة أدوار وسيستفاد من المرحلة الأولى في موسم الحج الحالي، فيما ستنتهي المرحلة الأخيرة في عام 1436ه، ليستوعب (105 آلاف) طائف في الساعة.