ألقى الشيخ " يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه "خطبة التراويح بعنوان " الإسلام بين تخاذل أهله وكيد أعدائه" بالمسجد الأقصى بمدينة القدسفلسطين ، يحث فيها المسلمين بجميع الدول العربية على عدم التخاذل تجاه الحلم العربي وهو تحرير فلسطين من العدو الصهيوني. وأوضح خلال الخطبة على تآمر الدول الكبرى على الإسلام وأهله، موضحا مخاطر تغير المفاهيم والمصطلحات على الآمة العربية ووسائل الخروج من هذه المحن. وحث حكام العرب على ضرورة التدخل وإنقاذ المسجد الأقصى قائلا " استيقظوا يا مسلمون؛ فقد طال سباتكم" وجاءت الخطبة كالآتي : "أيها المؤمنون: تتحدث الأنباء عن خطة إسرائيلية جديدة لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية، وهي خطة قديمة عقيمة، يقصد منها إلهاء الفلسطينيين، والله يعلم إذا كانت رغبة إسرائيل جادة بإعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة. إن طرح الأفكار الإسرائيلية القديمة بغطاء جديد يزيد من معاناة شعبنا المسلم المرابط في أرضه ومقدساته، والواقع المر هو: أن إسرائيل بطرحها الخطة الإسرائيلية تريد تسوية النزاع، وفي الوقت نفسه استمرار الاحتلال. إن الذي يريد إقامة دولة فلسطينية في المناطق الخاضعة للسيادة الفلسطينية تحت ما يسمى ب: "أ، ب" وإسقاط حق اللاجئين في العودة وغور الأردنوالقدس، في الوقت الذي يجب على الفلسطينيين الاعتراف صراحة بالدولة الإسرائيلية قبل الحديث عن مراحل الانسحاب من مناطق الضفة الغربية. إن العودة إلى نقطة الصفر والتي انطلقت من أجلها انتفاضة الأقصى هي بالغة الخطورة، فاستمرار الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيظل قائماً طالما أن العالم بأسره يغفل طبيعة هذا الصراع، أو أنهم يعرفون ولا يريدون أن يتحركوا. عباد الله: إن قضيتنا تختلف في جوهرها عن أي قضية أخرى، فهي قضية إسلامية مركزية تهم الأمة الإسلامية، وتحاول إسرائيل تغيير فحواها، وتحويلها لتكون فلسطينية إسرائيلية؛ فقد قامت إسرائيل بمساعدة أمريكا بإعلان حرب قذرة ضد الإسلام والمسلمين، والحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم. أمريكا استخدمت أشد القنابل فتكا في أفغانستان، وأنفقت ما يقارب سبعة وثلاثين مليار دولار على حربها ضد الإسلام، أصبحت اليوم محجًا لبعض زعماء العرب والمسلمين تستخدم في الأممالمتحدة حق النقض الفيتو والامتناع عن التصويت في ما يسمى بالجمعية العامة ضد أي قرار سياسي يخص فلسطين، فهل نتوقع إنصافنا؟! بريطانيا المجرمة، والتي كان لها السبب في إيجاد هذا الكيان المجرم في أرض فلسطين، فإنها تطالب الفلسطينيين بتصفية الجماعات الإسلامية، ونسيت أنها قمة الإرهاب والحقد على الإسلام والمسلمين. أما روسيا فتريد أن تقوي نفسها على حساب بعض جماعات الإسلام، فانبرت تدافع عن إسرائيل. أيها المسلمون: في ظل الضغط على الفلسطينيين لوقف الانتفاضة، وعدم الدفاع عن المقدسات يأتي في ظل تقاعس الحكام العرب، وتخاذلهم عن الدفاع عن الفلسطينيين. إن إسرائيل والإعلام الصهيوني في كل العالم يصعِّد من وتيرة دعوته لضرب العراق وسوريا وإيران باعتبارها دولاً تهدد أمن إسرائيل، ومن هنا، من هذا المكان الطاهر، ومن هذه الرحاب المقدسة، ومن علياء هذا المنبر الشريف نقول للمسلمين: أفيقوا يا مسلمون من غفلتكم، ووحدوا صفوفكم، فبعد أفغانستان سيأتي الدور على كل دولة من دولكم، وبدلا من هذه الدول المتعددة اتحدوا في جماعة واحدة وفي دولة واحدة، وفي أمة واحدة، مهما كان الثمن. فأعداء الإسلام يريدون كسر شوكتكم، حتى إذا انتهكت الحرمات والمقدسات لا يجدون من يقول: "لا إله إلا الله محمد رسول الله". لا نملك إلا أن نقول من هنا: استيقظوا يا مسلمون؛ فقد طال سباتكم. أفيقوا يا حكام المسلمين: فقد نخر عظامَنا شخيرُكم، كفاكم لهوا ولعبا، واتعظوا بكلام الله -جل وعلا-.