فى رمضان تهوى النفس الاستماع لأناشيد الصوفية التى نشعر معها و كأننا نحلق فى عالم نقى ، و نتيه فى العشق الإلهى ، و من أعلام الصوفية الذين أمتعونا بأجمل الأشعار "أبو عبد الله حسين بن منصور الحلاج "، لا يُذكر الحلاج دون أن نتذكر كلماته " ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه " . الصوفية لدى الحلاج عالما رحب ، لا تنقطع عند علاقة المتصوف بربه فقط ، و لكن جعل من التصوف جهاد فى سبيل إحقاق الحق ، و مجاهدة الظلم و الطغيان ، و للحلاج 46 كتابا منها : "الكبريت الأحمر"، "قرآن القرآن والفرقان"، "هو هو"، "اليقين". مأساة الحلاج من أشهر المآسي ، حيث أحيل إلى المحاكمة فى عهد الخليفة العباسى المقتدر، وحكم عليه بألف جلدة، ثم تقطيع يديه ورجليه، قبل أن تقطع رقبته، وكانت التهمة هى الزندقة و " خطورته على سلامة الدولة " ، و اختلف الكثيرون فى أمر الحلاج فمنهم من اتهمه بالإلحاد ، و منهم من رآه شهيد العشق الإلهي ، حيث يصل المتصوفة لمرحلة عالية من الوعى و العشق حد الفناء . و من أروع قصائده ، قصيدة " التلبية " التى تغنى بها الشيخ ياسين التهامى : لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي و نجوائي لبّيك لبّيك يا قصدي و معنائي أدعوك بلْ أنت تدعوني إليك فهلْ ناديتُ إيّاك أم ناجيتَ إيّائي يا عين عين وجودي يا مدى هممي يا منطقي و عباراتي و إيمائي يا كلّ كلّي يا سمعي و يا بصري يا جملتي و تباعيضي و أجزائي يا كلّ كلّي و كلّ الكلّ ملتبس و كل كلّك ملبوس بمعنائي يا من به عُلقَتْ روحي فقد تلفت وجدا فصرتَ رهينا تحت أهوائي أبكي على شجني من فرقتي وطني طوعاً و يسعدني بالنوح أعدائي أدنو فيبعدني خوف فيقلقني شوق تمكّن في مكنون أحشائي فكيف أصنع في حبّ كَلِفْتُ به مولاي قد ملّ من سقمي أطبّائي قالوا تداوَ به منه فقلت لهم يا قوم هل يتداوى الداء بالدائي حبّي لمولاي أضناني و أسقمني فكيف أشكو إلى مولاي مولائي اّني لأرمقه و القلب يعرفه فما يترجم عنه غير ايمائي يا ويحَ روحي من روحي فوا أسفي عليَّ منّي فإنّي اصل بلوائي كانّني غَرق تبدو أنامله تَغوثُّاً و هو في بحر من الماء وليس يَعْلَم ما لاقيت من احدٍ إلا الذي حلَّ منّي في سويدائي ذاك العليم بما لاقيت من دنفٍ و في مشيئِتِه موتي و إحيائي يا غاية السؤل و المأمول يا سكني يا عيش روحي يا ديني و دنيائي قُلْ لي فَدَيْتُكَ يا سمعي و يا بصري لِمْ ذا اللجاجة في بُعدي و إقصائي إِن كنتَ بالغيب عن عينيَّ مُحْتَجِباً فالقلب يرعاك في الأبعاد و النائي