أثارت دراما رمضان المعروضة حاليا حفيظة الكثير من قطاعات المجتمع بعد أن تطرقت أحداثها إلى تلك القطاعات بشكل اعتبره البعض مسيئا لها ، ويحمل قدرا من التشويه ، ولم يتوقف الأمر عند حد الغضب ، حيث وصل إلى تقديم بلاغات للنيابة العامة ضد صناع بعض تلك الأعمال ، حسب ماذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط. ولعل أبرز القطاعات التي اتهمت الدراما بتشويه صورتها والإساءة لها الأطباء والمستشفيات بشكل عام ، إلى جانب ضباط الشرطة ، فضلا عن بعض الأحزاب والسياسيين ، فيما ذهب النصيب الأكبر من "التشويه" إلى فلول نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وما حمله عصره من فساد. حملة الهجوم الأعنف كانت من نصيب مسلسل "دكتور أمراض نسا" للفنان مصطفى شعبان ، والذي قوبل بعاصفة غضب من نقابة الأطباء التي اتهمت العمل وبطله بتشيوه صورة الأطباء والإساءة إلى هذه المهنة ، ولم يتوقف الأمر عند إصدار بيانات من جانب النقابة حيث تقدمت هيئة مكتب نقابة الأطباء ببلاغ للنائب العام ، وأقامت دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة ومخرج المسلسل بتهمة تقديم الأطباء في صورة "مشوهة". واعتبرت نقابة الأطباء أن المسلسل يسلط الضوء على نموذج طبيب بعيد تماما عن أي إلتزام أخلاقي أو مهني ، يستغل مهنته في إقامة علاقات مع مريضاته ، بينما لا تظهر في المسلسل أي نماذج إيجابية للأطباء ، مما يعطي انطباعا سيئا عن المهنة ككل ويتسبب في أزمة ثقة بين المريض والطبيب. وأعرب مخرج المسلسل محمد النقلي عن استيائه من هذه الخطوة من النقابة للأطباء ، مؤكدا أنه استمرار لمسلسل الهجوم على الأعمال الفنية ، والذي طال مسلسل "أهل إسكندرية" قبل عرضه بأيام ، بحجة أنه يهاجم الداخلية ويظهرها في صورة سلبية. وتابع أن هذا القرار لم يؤثر على فريق عمل المسلسل ، مؤكدا أن النجاح الجماهيري الذي حققه العمل حتى الآن يعوض هذا الهجوم ، لافتا إلى أنه سينتهي بشكل كامل من تصوير المشاهد المتبقية يوم 20 من شهر رمضان. ويرصد مسلسل "دكتور أمراض نسا" حياة طبيب أمراض نساء شاب "مصطفى شعبان"، له العديد من العلاقات النسائية ، ولكنه يقرر أخيرا الزواج ، وفي ليلة زفافه يجد أن ماضيه يطارده ، وكل فضائحه تنكشف ، فتنقلب حياته رأسا على عقب ، ويصبح يتعين عليه تصفيه الحسابات القديمة ؛ إذا كان يرغب في عيش بقية حياته في سلام. والمسلسل إخراج محمد النقلي،وتأليف أحمد عبدالفتاح، وبطولة حوريةفرغلي، وصابرين،وإيمان العاصي، وأحمد عصام، وطارق صبري. وتنضم إلى قائمة الأعمال التي أثارت غضب الأطباء أيضا "صاحب السعادة" لعادل إمام ، وشهدت إحدى حلقات المسلسل بعض المشاهد ، التي تم تصويرها في مستشفى ، وجاء على لسان الفنان عادل إمام أنها مستشفى دار الفؤاد ، وقد دارت المشاهد في سياق رفض العاملين بالمستشفى السماح بدخول سيدة على وشك الولادة قبل سداد مبلغ معين من المال ، وهو ما اعتبرته المستشفى مسيئا لها ، كما أبدى عادل إمام ،في سياق الأحداث ، غضبه من قيمة فاتورة الولادة والتي تجاوزت 17 ألفا. تلك المشاهد أثارت غضب المستشفى والتي أعلنت على الفور أن المستشار القانوني للمستشفى يدرس مقاضاة صناع المسلسل ، كما عبر مدير المستشفى الدكتور هشام الخولي عن استيائه من ذكر اسم المستشفى، بزعم تصوير مشاهد بداخلها ضمن أحداث المسلسل دون الحصول على إذن بذلك. واعتبر أن المشاهد التي قام الفنان عادل إمام بتصويرها في أحداث الحلقة الثانية من المسلسل وعرض فيها اسم المستشفى تمثل تعديا على حق المؤسسة التي ينتمي لها. وكان لضباط الشرطة نصيب كبير من حملات النقد بعد أن شهد أكثر من مسلسل تقديم نماذج فاسدة للضباط ، كما حدث في مسلسل "الصياد"، للفنان يوسف الشريف، حيث يتناول الفساد داخل وزارة الداخلية من خلال مقتل العديد من الضباط نتيجة تواطئ من جانب قيادات بارزة في الوزارة. ورغم أن اللغز لم يكشف بعد ، غير أن إسناد مهمة التحقيق لضابط تثور حوله العديد من الشبهات بالتورط في تلك الجرائم وضع العديد من علامات الاستفهام حول الدرجة التي وصلها لها الفساد بالوزارة ، وتبقى الأحداث المقبلة في المسلسل فرصة لتوضيح الصورة. كما تضمن مسلسل"تفاحة آدم" للفنان خالد الصاوي كذلك تقيدم نماذج للفساد داخل وزارة الداخلية ، ومحاولة الإسلاميين السيطرة عليها خلال حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي ، غير أن المسلسل حاول التوزان في عرض الأحداث ، فاستعان كذلك بنماذج شريفة من الضباط. مسلسل "المرافعة" الذي يتناول قصة حياة المطربة اللبنانية الراحلة سوزان تميم ، وقصة مقتلها ، رغم نفي القائمين على العمل ، أثار كذلك حالة من الجدل لاسيما بتلميحه إلى بعض الشخصيات البارزة في الحزب الوطني المنحل وتورطهم في الفساد. وقال عبدالستار تميم ، والد سوزان تميم ، إنه لا يعلم شيئا عن المسلسل ، المعروض حاليا ، غير أنه أوضح أنه في حال التأكد من أن المسلسل يتناول شخصية ابنته فلن يتركه وسيلجأ للقضاء. وأوضح تميم أنه لن يسمح لأحد بتناول حياة ابنته ، مطالبا من يقف وراء أي عمل عن حياة ابنته بأن يرحموه وأسرته. من جانبه نفى تامر عبد المنعم أن يكون المسلسل ، الذي كتبه ، ويشارك في بطولته أيضا ، يحكي قصة حياة ومقتل المطربة سوزان تميم وعلاقتها برجل الأعمال هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري أيضا ، مؤكدا أن القصة لاتتناول حياة سوزان تميم أبدا.