شهر رمضان فرصة عظيمة للآباء والأمهات لتعويد أطفالهم على كثير من العبادات كالصوم والصلاة،وأيضا من خلال هذه العبادات يتعود الطفل على الصبر ، وعلى أن يكون له ارادة قوية . ماذا ورد عن صيام الأطفال ومن شروط صيام الطفل المسلم أن يطيقه، لما روى في الحديث الشريف عن ابن عباس: «تجب الصلاة على الغلام إذا عقل ، والصوم إذا أطاق ، والحدود والشهادة إذا احتلم» وكذلك الحديث: «إذا أطاق الغلام صيام ثلاثة أيام وجب عليه صيام الشهر كله»، وقد اختلف الأئمة في تحديد السن التي يجب على الآباء والأمهات أن يأمروا أولادهم عندها بالصيام، فبينما قال الشافعي وأبوحنيفة: «يؤمر الولد بالصيام وهو ابن سبع سنين»، نرى الإمام أحمد يحدد بداية الصوم بعشر سنين، وقال إسحق: «إن من واجب الآباء والأمهات أمر أولادهم بالصوم عند بلوغهم اثني عشر ربيعا»، ويقول الإمام الأوزاعي: «إذا طاق ثلاثة أيام تباعا لا يضعف فيهن حُمِل على الصوم»، ويستحسن تدريب الصبيان المميزين على الصوم لما روي عن الربيع بن مسعود قال: «أرسل رسول الله " صلى الله عليه وسلم" - غداة عاشوراء- إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان مفطرا فليتم بقية يومه، فكنا بعد ذلك نصومه وتصُوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعب من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار» (رواه البخاري)، دور الأباء والأمهات ويجب على أولياء الأمور ألا تزرع فينفوس أطفالهم أن المهم هو فقط التفوق الدراسي، وأن الشعائر الدينية أشياء ثانوية نقوم بها عندما تسمح الظروف، وهذا عكس ما نرغب في ترسيخه في عقول وضمير أبنائنا، حيث أن الدين القيم والالتزام هو الأهم والأكثر أهمية، وإذا التزمنا بها فسوف ننجح في كل أمور حياتنا بعد ذلك. وسائل لتشجيع طفلك على الصيام وهنا نعرض للأباء والأمهات مجموعة من الطرق لتشجيع الأطفال على الصيام : * تحديد مكافأة عن كل يوم يصومونه. * تعليق جدول في البيت يضم أيام شهر رمضان المبارك، على أن يحفز الوالدين الطفل على الصيام بإعطائه نجمة أو علامة مميزة في الجدول أمام اليوم الذي قام بصيامه. * التدرج في الصيام، حيث السماح للطفل بتناول الماء في وسط النهار، والصوم لمدة 4ساعات ثم 6 ساعات ثم اليوم كامل ، فمن خلال التدرج سيتعلم الطفل الصيام. * مدح الطفل بشكل مستمر . * تجنب معاقبة الطفل أو التشديد عليه في حالة إذا ما تم اكتشاف أنه مفطر وغير صائم، فهذا السلوك يتطلب هدوء وحكمة في مواجهة الطفل بهذا السلوك لمعرفة أسبابه وعلاجها. * إشراك الطفل في إعداد وجبات الإفطار والسحور بوضع العصائر أو السلطات، فهذا يمنحه شعور بالفرحة . * الحرص على تواجد الطفل منذ الصغر على مائدة الإفطار، فتجمع الصائمين عند موعد الإفطار ومشهد تناول التمر حين يرفع آذان المغرب له أثر كبير في نفس الطفل، ويجعله يقبل على الصيام ليكون مثلهم. السحور وفي النهاية يجب التنويه على أنه ينبغي على الآباء والأمهات الحرص منذ الصغر على إيقاظ الطفل في موعد السحور حتى يدرك الطفل معنى وأهمية السحور في شهر رمضان لأداء الصيام،فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً".