لا يبذل الرياضيون المتميزون في الألعاب التي تحظى بالشعبية جهدًا في الحصول على راعٍ يوفّر لهم متطلبات التدريب ويتكفل بمتطلبات المعسكرات الداخلية والخارجية، لكن رياضيي "السومو" في مصر، ورغم تميّزهم وحصولهم على ميداليات ذهبية في بطولات عالمية، لا يحظون بهذه الفرصة، فكأنما يمثلون منجما للذهب يبحث عن راع ومكتشف. وحقق رياضيو السومو في مصر، رغم قلة الاهتمام والإمكانيات، نجاحًا في البطولات العالمية، بحسب مديرهم الفني، أحمد خليفة، الذي قال، في تصريحات لوكالة الأناضول: "يمكن اعتبار لاعبي السومو المصريين منجمًا للميداليات الذهبية، شريطة حصولهم ولو على قدر ضئيل من الاهتمام". وبينما يحتاج منجم الذهب التقليدي إلى جهد لاكتشافه، فإن منجم " السومو" في مصر لا يحتاج لمثل هذا الجهد؛ لأن القائمين على هذه الرياضة أخذوا على عاتقهم مؤخرًا الإعلام عن وجودهم من خلال بطولات استعراضية يتم تنظيمها في محافظات مصرية، بحسب خليفة. وأضاف خليفة: "رياضتنا من الرياضات الشهيدة، فلا يوجد تركيز إعلامي عليها، ونحن بدورنا أخذنا على عاتقنا تعريف المصريين بنا وبالرياضة لإرشاد المسؤولين والراغبين في رعايتنا من الشركات والمؤسسات إلى موقع منجم ذهب لن يبذلوا جهدًا في اكتشافه". وعرفت مصر رياضة "السومو" الياباني في عام 1992، إلا أن أكثر ما يحزن القائمين عليها أن أغلب المصريين لا يعرفون أن لدى مصر أبطالاً في هذه الرياضة. رامي عبد العاطي هلال، أحد هؤلاء الأبطال، وأحدثهم حيث بدأت علاقته بهذه الرياضة عام 2004، ونجح خلال عشر سنوات في أن يحفر لنفسه اسمًا في عالم "السومو". وفي حديث للأناضول، قال هلال: "حصلت على خامس العالم في بطولة العام في تايلاند عام 2008، وبعدها رابع العالم في بطولة تايوان 2009، وحصلت على الذهبية في بطولة أمريكا المفتوحة العام الماضي". ويأمل هلال في الحصول على ميدالية ذهبية في بطولة العالم المقبلة في أغسطس/آب المقبل بتايوان، غير أنه أضاف: "نفعل ذلك بالاعتماد على إمكانياتنا الفردية، ونحتاج لدعم حتى نستطيع الاستمرار، لأننا إن نجحنا في البطولة المقبلة، فالاستمرار يحتاج لإمكانيات". وتتبع " السومو " إداريًا الاتحاد المصري لرياضة "الجودو"، غير أن الاتحاد عاجز بمفرده عن دعم اللعبة، لأنه معني بلعبتين إلى جانبها وهي " الجودو" و"الايكيدو"، بحسب هلال. نفس المطلب تكرر على لسان رياضي آخر من المتميزين في اللعبة هو رامي صلاح الدين الحاصل على بطولة الجمهورية خمس مرات، كما حصل على المركز الخامس في بطولة العالم ببولندا العام الماضي. وقال صلاح الدين: "لا نريد نفس القدر من الاهتمام الذي يحصل عليه لاعبو كرة القدم، نريد فقط الحد الأدنى الذي يسمح لنا بالاستمرار". صلاح الدين وهلال هما اثنان من بين أكثر من ألفي لاعب مقيدين كلاعبي "سومو" في الاتحاد المصري، وهو عدد ضئيل جدًا، لأن هذه الرياضة لا تحظى بالاهتمام الإعلامي، بحسب مديرهما الفني أحمد خليفة. وقال خليفة: "أكبر مظاهر عدم الاهتمام الإعلامي أن مصر مصنفة بين الكبار في اللعبة إلى جانب اليابان وأوكرانيا ومنغوليا وتايلاند، كما أن لدينا لاعبًا محترفًا في اليابان، غير أن البعض لا يعرف أنها (رياضة السومو) تلعب في مصر". وبحماس شديد يتحدث خليفة عن اللاعب المصري المحترف، قائلاً: "هو اللاعب عبد الرحمن علاء، الذي حصل على أربع ميداليات ذهبية في بطولة العالم ببلغاريا عام 2010، غير أنه لم يحصل على أي اهتمام، فسافر إلى اليابان في عام 2011 واحترف هناك، ويلعب حاليا باسم ياباني هو أوسوناراشي ( أي عاصفة الرمال الهوجاء) ومصنف ضمن أقوى لاعبي السومو في العالم". وتحتاج هذه اللعبة إلى جانب الإمكانيات البدنية توفر عامل "التركيز الشديد" لدى اللاعب، وهو الذي يميز لاعبا عن آخر، كما يقول خليفة. ويضيف: "يخوض اللاعبون المباراة داخل حلبة تسمى (دوهيو) تتوسطها دائرة، ويحتاج اللاعب إلى درجة عالية من التركيز لأن إخراج اللاعب خارج هذه الدائرة يعني فوز منافسه، كذلك فإن نجاح اللاعب في أن يجعل أي جزء من جسم منافسه بخلاف الأرجل يلامس محيط الدائرة، فإن هذا يعني فوزه أيضًا". وأوضح خليفة أن الفوز في السومو لا يعتمد على "النقاط"، ويفوز فقط من يستطيع إخراج منافسه من محيط الدائرة، أو يجعل جزء من جسمه يلامسها، ولبساطتها لا يوجد بطل دائم لها، فغالبا لا يحصل شخص على البطولة لعامين متكررين، وتحتاج لحكم خفيف الوزن لا يزيد وزنه على 70 كيلو جرامًا لأن حركة الفوز تأتي سريعًا. وعن أوزان اللاعبين، قال خليفة: "لكل فئة عمرية أوزانها، وفي السومو لدينا فئة الناشئين تحت 18 عامًا، والمحترفين فوق ال 18 عامًا، وتجرى المنافسات في أربعة أوزان مختلفة للناشئين والمحترفين، ففى الناشئين تكون (80)، (100)، (+100) والوزن المفتوح"، وللمحترفين تكون (85)، (115)، (+115) والوزن المفتوح". ويضيف خليفة : "الوزن المفتوح هو متعة السومو، لأن في منافسات الوزن المفتوح يمكن أن تجد شخصًا يزن 80 كيلو ويهزم 115 كيلو".