رام الله: عبر رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن قلق السلطة الفلسطينية الشديد وتخوفها من تصاعد الأوضاع في قطاع غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية التي تكثفت أخيرًا. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن عريقات قوله في تصريحات صحفية إن التصعيد الاسرائيلي "خطير ويحمل في طياته الكثير مما يجعلنا نقلق بشكل كبير جدا ونحذر من مغبة قيام اسرائيل بعدوان جديد على القطاع ". واكد عريقات "ان عدوانا على القطاع قد تشنه اسرائيل من شأنه ان يقود الى مزيد من التعقيدات وكذلك الى دفع المنطقة الى المزيد والمزيد من الفوضى بشكل شمولي الى دوامة العنف وإراقة الدماء". وأضاف: "الوضع جد مقلق ونحن سنبذل كل جهد ممكن لاستعادة الوحدة الوطنية واتمام المصالحة كهدف يجب تحقيقه اولا كما سنستمر في الدفاع عن ابناء شعبنا بكل ما نملك". ونبه الى "ان الحلول العسكرية التي تهدد اسرائيل بتنفيذها لن تفلح بتحقيق اي شيء سوى فرض مزيد من التعقيدات ودفع الامور الى اتون العنف والفوضى واراقة الدماء". في سياق متصل، قالت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية ان تل أبيب ستكافح من اجل وقف عمليات تهريب الاسلحة الى قطاع غزة اذا ما خرجت الاوضاع في هذه المنطقة المتوترة عن السيطرة. واكدت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء "ان الافتقار الى قنوات الاتصال بين اسرائيل وحركة حماس التي تحكم في القطاع عبر عن نفسه أخيرا بشكل اساسي من خلال استعراض القوة بينهما". وقالت "ان التقديرات تشير الى ان المناوشات العسكرية في القطاع سوف تستمر بين الطرفين خلال الايام القليلة القادمة" في اشارة الى تصاعد حدة التوتر التي ترافقت في الايام الاخيرة مع غارات جوية اسرائيلية. ووفق "هآرتس" فإن: "حماس تعمل الآن على تغيير قواعد اللعبة على الحدود مع إسرائيل وهو الأمر الذي كان واضحًا بعد مراجعة ما جرى هناك من هجمات خلال الاسبوعين الأخيرين". ونقلت الصحيفة عن مصادر اسرائيلية مسؤولة قولها "ان تصاعد الاوضاع على الحدود مع القطاع لن يقود بالضرورة الى تنفيذ عملية عسكرية واسعة ينفذها الجيش الاسرائيلي هناك". واضافت "وفي كل الاحوال فإن الايام القادمة سوف توضح فيما اذا كانت اسرائيل قادرة على نزع فتيل التوتر على الحدود مع القطاع بما في ذلك فرض حال من الردع والتي كانت سائدة منذ نهاية الحرب التي شنتها اسرائيل على القطاع والتي توقفت في يناير 2009". واكدت الصحيفة "ان اسرائيل ستعمل على اجبار حركة حماس على العودة الى الوضع الذي ساد بعد الحرب على غزة حيث التزمت الحركات الاسلامية بالسيطرة على اذرعها العسكرية للامتناع عن تنفيذ هجمات ضد اهداف اسرائيلية". وخلال الايام الاخيرة نفذت طائرات الحرب الاسرائيلية اكثر من عشر غارات جوية على قطاع غزة وخلفت خمسة شهداء ونحو ثماني اصابات اضافة الى اضرار مادية جسيمة.