هي أول امرأة تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة سيدة نساء العالمين خديجة بنت خويلد، السيدة سودة بنت زمعة القرشية العامرية، التي اشتهرت بحسن الخلق وبعد إسلامها بايعت هي وزوجها السكران بن عمرو الرسول صلى الله عليه وسلم، وهاجرا إلى أرض الحبشة، حتى مات زوجها وتركها حيدة بلا معين وكان أبوها شيخ مسن. زواجها من النبي وعن زواجها من رسول الله محمد، رُوي أن عثمان بن مظعون زوج إحدى رفيقات سودة في هجرتها إلى الحبشة وهي خولة بنت حكيم، عرض على خاتم المرسلين الزواج من عائشة ابنة أبي بكر لكن الرسول رأى أنها صغيرة ويريد من هي أكبر منها سنا لتدبير شئون بيته ورعاية فاطمة الزهراء، فعرضت خولة عليه سودة بنت زمعة والتي أثنى عليها رسول الله وتزوجها. كانت سيدة صالحة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من أحاديثه وروى عنها الكثير وبها نزلت آية الحجاب، واستطاعت أن تقوم على بيت النبي وتدخل السرور إلى قلبه بخفة روحها، وبعد ثلاث سنوات دخلت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر بيت النبوة فأفسحت لها سودة المكان الأول وحرصت على راحتها حتى وفدت على البيت زوجات أخريات. الطلاق والوفاة أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعفيها مما كانت فيه من حرج قلبها من عائشة رضي الله عنها، فأنباها بعزمه على الطلاق، وهو ما راع نفسها فقالت له "أمسكني يا رسول الله، والله ما بي على الأزواج من حرص ولكني أرجو أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك.. أبقني يا رسول الله وأهب ليلتي لعائشة، وإني لا أريد ما تريد النساء" كما روى علماء الحديث وذكر في الصحيحين. واستجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لطلبها ونزل في ذلك الآية "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير"، وعاشت في بيت النبوة مطمئنة، وتوفيت رضي الله عنها في آخر زمن الفاروق عمر بن الخطاب.